كبار السن في غزة عيونٌ ترنوا لأرضها حالمةً بالعودة
خاص شبكة العودة الإخبارية/ محمود أبو الحسنى -غزة
"أراضينا في ال 48، عكا، حيفا، يافا بتسوى كل الدنيا ما بنتنازل عنها لو اخر يوم في حياتنا، وانا وصيت أولادي لو متت قبل ما نرجع ليافا يجيوا حفنة تراب ويحطوها في قبري".
ربما كانت هذه الكلمات هي الأقرب لوصف مدى الشوق الذي يعيشه الحاج خليل أحد كبار السن المشاركين في فعالية الإبحار من ميناء غزة والذين خرجوا من خلالها للتأكيد على أهمية حق العودة بالنسبة لكل للاجئين وانه حق مشروع لهم، لا يمكن أن يفرط فيه كائناً من كان .
رئيس جمعية نور المعرفة عبد الجليل عبد الحميد أكد لنا أن هذه الفعالية هي بمثابة «عودة معنوية» لكبار السن من خلال ركوبهم البحر والتي تعتبر أقرب نقطة للعودة للأراضي التي هجروا منها قبل عشرات الأعوام.
مضيفاً إن هذه الفعالية التي حملت اسم «راجع ع بلادي» تأتي للتأكيد على مشروعية حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها قصراً، وللتأكيد على أنّه لا تنازل عن حق العودة بعد مرور 67 عاماً على النكبة الفلسطينية، وأنّ هذه النشاطات وغيرها ليست إلا رسالةً نوجّهها للعالم الحر بأنّنا لن ننسى حقّ العودة الذي نصّت عليه جميع المواثيق الدوليّة والذي يتنكّر له الاحتلال الإسرائيلي دون أي رادع، مضيفاً أنّ هذه الحق قد تأخر كثيراً، فاللاّجئين باتوا غير صابرين على الظّلم السّاقط عليهم ولذلك فإنّ التحرك سيأتي يوماً ونعود فيه إلى يافا وعكا والمجدل وأسدود بإذن الله تعالى.
وأما عن السبب في اختيار فئة كبار السّن للمشاركة في هذه الفعالية يقول عبد الجليل أنّ الهدف هو أن يكون المجتمع على قرب من هذه الفئة التي باتت على مشارف الرحيل ولتجسيد حقّ العودة على أرض الواقع حتى ولو كان معنوياً قبل رحيلهم.
وطالب عبد الحميد المسؤولين بنجدة اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم في مخيمات اللّجوء والشتات وإنقاذهم مما يعانوه من قتلٍ وحصار وتضييق جراء الصراعات الدامية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جميع الدول العربية عموماً وفي مخيم اليرموك على وجه الخصوص مؤكداً على ضرورة إيجاد وقفة جادة لتخليص مخيم اليرموك مما هو فيه ومما آلت إليه الأمور هناك.
مركز تمكين المرأة المجتمعي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة كان أيضا من المشاركين في هذه الفعالية من خلال إشراك عدد من كبار السن من فئة النساء، فالأستاذة خالدة اللوح الأخصائية في المركز بيّنت أن هذه الفعالية تنبع من أساس أنها فئة مهمشة داخل المجتمع.
وأضافت اللوح "إننا ارتأينا إلى أن تكون لمسة بارة بهم، فكانت فكرة "برّوا أبائكم تبركم أبنائكم"، والتي كانت بمثابة إحياءً لذكرى النكبة لدى كبار السن من خلال زيارات منزلية لهم واستضافتهم في المركز فكانت الفعالية الأخيرة في إشراكهم بركوب البحر أيضاً، مؤكدةً على أنّ هذه الخطوة تأتي من منطلق المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع، ومن أجل التأكيد على حق الأجداد واللاجئين وتقريب الصورة لهم أكثر وتجسيدها في أذهان من عاشوها واكتووا بنارها.