بشمع النحل.. فنان فلسطينيّ ينحت أطرافاً بشرية لمعوّقي الحرب
رقية حسن- غزة
شبكة العودة الإخبارية
تتالت الحروب على قطاع غزة المحاصر لتتوالى معها الجراح وقصص المعاناة والنكبات.. ولتأتي على حياة آلاف الشهداء والجرحى ممن فقدوا أطرافهم ليعيشوا نصف حياة!
محمد أبو حشيش شابٌ فلسطيني من مدينة رفح في قطاع غزة، كرّس دراسته للفنون الجميلة في جامعة الأقصى للعمل على تشكيل الأطراف البشرية من خلال شمع النحل ليطلق على معرضه "كرامات" حيث تُصنع الكرامة.
فكرةٌ جاءت على بال محمد بعد ما لمسه من انتهاكاتٍ جسيمة تعرض لها المدنيون في غزة وخاصة الجرحى الذين فقدوا أطرافهم خلال الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع لأكثر من مرة.
الفكرة لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت من واقعٍ وتجربة شخصية عاشها محمد إبن التسعة وعشرون عاماً، خاصةً بعد استشهاد أخيه هاني في الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، ليدفعه ذلك إلى إطلاق معرضه، حيث يجد الزائر إليه معاناة الشعب اليومية، معاناة من فقدوا جزءاً من أجسادهم.
يقول محمد لشبكة العودة الإخبارية «استطعتُ أن أظهر حجم الصدمة النفسية للمئات ممن فقدوا أطرافهم ليروها ماثلةً أمامهم كمجسمات، أطرافٌ أفقدهم إياها عدوٌّ لا يعي أن للإنسان كرامة».
مجسماتٌ من شمع النحل..
وفي وقتٍ أراد فيه محمد أن يعيد الكرامة لهؤلاء الشهداء والجرحى، أراد كذلك أن يحيي فناً جديداً وغريباً في ذات الوقت، حيث يُعدّ الفنان الفلسطيني المجسمات من شمع العسل لما فيه من قدرة على تمثيل الأجساد البشرية.
ويضيف محمد لشبكتنا «من خلال أعمالي الفنية أحرص على طرح قضايا اجتماعية وإنسانية وتسليط الضوءعلى المنسيين وضحايا الحروب».
محمد استطاع بموهبته أن يحوّل آلام المنسيين إلى تحفٍ ملموسة تحكي للناظر إليها قصص جرحى وشهداء استردوا كرامة الأمّة.