"جميلة الهبّاش" حرمها الاحتلال قدميها فأبدعت بالعمل الإعلامي
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية- غزة
رغم أنها كانت ضحية القصف الاسرائيلي الذي بعثر أحلام طفولتها وأغلق أمامها باب الأمل في مستقبل مشرق؛ فإنّ عزيمتها فتحت أبواب الأمل أمامها لتصبح إعلاميةً تنقل هموم شعبها.
الفتاة جميلة الهباش هي إحدى مصابي حرب غزة عام 2008 حيث تعرضت لبتر قدميها الاثنتين بعد إصابتها بصواريخ الاحتلال.. لكنّ إعاقتها تلك لم تمنعها من استكمال دراستها وتحقيق حلمها فهي اليوم قد تخرّجت من الجامعة بتفوّق، مستعدّةً لخوض المزيد في ساحة العمل الإعلامي..
تستذكر جميلة تلك اللحظات يوم أن أصيبت بقصف الاحتلال وقالت بتحديّ طفولي مذهل فيما دماؤها تنزف والجرح يؤلمها "سأتحدّى طائرات الاحتلال وبتره لقدمي وأدرس الصحافة والإعلام".. وها هي جميلة اليوم تتخرّج من الجامعة في خطوة تحدٍ لذلك الاحتلال القاتل للأحلام..
في تلك السنة القاتمة، تحدّثت جميلة رغم الألم عن حلمها ذلك، وها هي اليوم تنجح مرة ثانية في تحقيقه، فالنجاح الأول كان يوم أن استطاعت جميلة إنتاج سلسلة تقارير "نبضهم" التي أعدها أبناء غزة لإلقاء الضوء على وضع القطاع بعد الحرب.
تقول جميلة "الاحتلال يساهم بحرمان الجرحى من إكمال علاجهم، وهناك نماذج كبيرة، "إن هناك 22 ألف جريح في غزة، وهناك مركز وحيد في غزة للأطراف، ويحرم الاحتلال إدخال المعدات بشكل مستمر لاستكمال علاج الجرحى".
لم تكن الحياة لتبسط كفيها وروداً أمام طريق الهباش، فقد عانت من صعوبات جمّة في كل تفاصيل حياتها، إلا أنها تشعر بقرب شديد من تحقيق حلمها في الوصول إلى قمة العمل الإعلامي الفلسطيني، وما زالت تُطوع كل الامكانيات والقدرات من أجل بلوغ مرادها.
وبثقةٍ كبيرة تقول جميلة لشبكة العودة الإخبارية "في عام 2010، التحقتُ في دورة الإعلام التلفزيوني بقناة الجزيرة في قطر، وكنتُ حينها أصغر الحاضرين... إضافةً إلى أنّي أعددتُ سلسلة حلقات حول غزة ضمن برنامج "نبضهم" لألقي الضوء على وضع القطاع في غزة".
وأضافت جميلة "شاركتُ في العديد من المؤتمرات، فكنتُ شاهداً حياً على جرائم الاحتلال، وحاولتُ إيصال رسالة الشعب الفلسطيني وكشف حقيقة الاحتلال في ظلّ ما يمارسه من تضليلٍ متعمّد في عقول الغربيين، واجهتُ الكثير من المتنكّرين للحقوق، إلا أنّني شعرتُ بعظم فلسطينيتي وما أحمله من رسالة سامية".
"الجميلة" الشابة جميلة الهباش، هي إحدى الناجيات من إرهاب الاحتلال لتتحوّل إلى صورةٍ أخرى للوجع الفلسطيني بل الأمل الفلسطيني بإصرارها على الحياة والتميّز..