في مخيم عين الحلوة.. بائع "غزل البنات" يصنع الفرح بعد أن اجتاحه وجع البطالة
تقرير خاص العودة- صيدا
عندما تدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، تجد أمامك لوحةً كبيرةً كُتِبت عليها عبارة "مخيم الشتات الفلسطيني يرحّب بكم".. عبارةٌ تخبّئ خلفها قصصاً متعددةً لنحو 80 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون ظروفاً غير إنسانيةٍ على الإطلاق..
وإذا تجوّلت في السوق التجاري الذي يتوسّط المخيم، لا بدّ وأن تُصادف الكثير من الشباب العاطل عن العمل، والكثير ممن وجدوا من مهنٍ بسيطةٍ فرصاً للعمل..
"محمود الحطيني" ربّ أسرةٍ مكوّنة من زوجةٍ وأربعة أبناء، يقطن في مخيم عين الحلوة، ويعمل دهاناً منذ مدةٍ طويلة، لكنّه وبسبب الركود الاقتصادي وقلة الأشغال اضطُرّ الحطيني إلى أن يفتتح "بسطةً" صغيرةً عليها مكنةً لصنع حلوى "غزل البنات"، تلك الحلوى المفضلة عند الأطفال..
وأمام طاولته الصغيرة يجلس الحطيني، يصنع الحلوى وهو ينادي "غزلة غزلة" وحوله يتحلّق الأطفال يراقبونه وهو يغزل السكر لتتكوّن قطعةً من القطن يستلذّ بطعمها الأطفال.. يبيع لهم الفرح وهو بأمسّ الحاجة إليه، بعد أن ضاقت به الأحوال.
يقول الحطيني لشبكة العودة الإخبارية «أعمل في بيع الغزلة منذ 4 سنوات لأسدّد العجز المالي الذي يتراكم عليّ بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.. فلا أشغال ولا حركة في البلد».
ويضيف الحطيني «ومع تفاقم الحرب في سورية والتي دفعت إلى تدفّق آلاف النازحين السوريين والفلسطينيين الهاربين من الموت والقصف في سورية إلى لبنان، أدى ذلك إلى تدفّق أعداد كبيرة من النازحين إلى مخيم عين الحلوة الذي يعاني في الأساس من ضغطٍ سكّانيٍ خانق وأوضاع صعبة».
وفي وقتٍ يشهد فيه المخيم توتراتٍ أمنيةٍ بين الحين والآخر، يجد الحطيني نفسه أمام دوامةٍ من القلق والخوف من المستقبل القادم، فأيّ خضةٍ أمنيةٍ مهما كانت صغيرة يضطرّ معها تجّار وأصحاب المصالح في سوق المخيم لإغلاق مصالحهم حتى تهدأ الأوضاع.. وهو ما يعني خسارةٌ مالية وخوفٌ من القادم.