«موفنبيك على قد الحال» نسمة رزقٍ لشابان فلسطينيان على شاطئ غزة
تقرير شبكة العودة الإخارية- غزة
25 حزيران 2018
أمام عربته يقف الشاب "إلياس البوّاب" يقلب عرانيس الذرةِ داخل وعاءٍ معدنيٍّ فوق موقدٍ مشتعل، ليبيعه للمصطافين الذين يرتادون "كورنيش" بحر غزة مع دخول فصل الصيف..
و«موفمبيك على قد الحال» هو الإسم الذي أطلقه إلياس (24 عاماً) وصديقه منتصر (24 عاماً) على عربتهما التي يبيعان فيها الذرة والمشروبات الساخنة، علّها تكبُر يوماً لتكون بحجم فندق "الموفمبيك" العالميّ.. وجُلُّ هدفهم السعي وراء رزقٍ بسيطٍ قد يؤمّن لهم قوتَ يومهم، في ظلّ تردّي أوضاع أكثر من مليونيّ مواطن في كلّ مناحي الحياة داخل القطاع المحاصر إسرائيلياً، للعام الثاني عشر على التوالي.
يقول إلياس لشبكة العودة الإخبارية «صادفتُ قبل ثلاث سنواتٍ صديق طفولتي منتصر، ولمّا سألته عمّا يمرّ فيه، كان مستاءًا جداً مما وصل إليه الحال؛ لم يكن لديه عملٌ مثلي، وشهادة الجامعة التي يحملها كلانا لم تُضِف لنا شيئاً، فاقترحتُ عليه أن نبدأ مشروعاً نبيع فيه الذرة والمشروبات الساخنة للمارّة قرب شاطئ البحر، حظينا بزبائنٍ رائعين، ولا أظن أنّ هناك أجمل من تلك اللحظة التي أجلسُ فيها وقت الغروب متأملًا رواد هذا المكان، يلتقطون صوراً تذكارية، ويتبادلون الهدايا، ويرتشفون قهوتي، ويستمتعون بطعم الذرة».
من جهته يقول منتصر لشبكتنا «كنتُ أعمل من قبل في مطبعةٍ يُديرها والدي، لكنّ سوء الأحوال الاقتصادية دفعه لإغلاقها، فكنتُ الوحيد الذي يجب عليه أن يعمل ليُعيل أسرته، وهذا ألقى بمسؤوليةٍ كبيرةٍ عليّ، جعلتني لا أنقطع عن التفكير أبدًا فيما سيأتي».
لكنّ ما يُواسي به منتصر وإلياس أنفسهما هي تلك العزيمة بأنّ "الذين يملكون أحلاماً كبيرةً يشغلُهم التفكير أكثر من غيرهم.. لتعلّمهما تلك التجربة معنى أن يتحمّلا المسؤولية، وأن لا يلوما الظروف مهما كانت صعبة، بل أن يقهرا تلك الظروف بأفكارٍ جديدة تنتشلهم من حالة اليأس".