في البقاع اللبناني مخيمٌ طلابي يُمثّل وحدةً عربيةً شعارها "لفلسطين نتعلم"
تقرير هبة الجنداوي
العودة- البقاع الغربي
في دار الحنان في البقاع الغربي اللبناني حيث أُقيم مخيم اللغة الإنكليزية الثالث "نتعلّم بمرح لفلسطين"، اجتمع نحو 200 طفل فلسطيني وسوري ولبناني إلى جانب عشرات المتطوّعين من لبنان وبريطانيا واليمن وليبيا، ليُمثّلوا وحدةً عربيةً شعارها "لفلسطين نتعلم"..
تجول في المخيم التعليمي فيلفتك ذلك الجوّ الإيجابي والمحفّز للطلاب حيث تتنوّع البرامج وبأساليب ممتعة وإبداعية وهي الإعلامي الصغير، الخطيب الصغير، الرسام الصغير، والمهندس الصغير ضمن مشروع الروبوت، كذلك الحساب الذهني وفريق لكرة القدم، ورقص فولوكلوري فلسطيني.
وفي سنته الثالثة على التوالي؛ بات المخيم الذي انطلق بتنظيمٍ من التجمع الدولي للمعلمين الفلسطينيين بفروعه من سورية ولبنان وأوروبا، ومنظمة الإغاثة الإسلامية؛ ساحةً تجمع قلوباً عربية تتضافر جهودها ليستطيع المخيم أن يُحيي في الطلاب النشاط والتعلّم بعيداً عن الملل، حيث اعتمد طرقاً سهلة وإبداعية من خلال الألعاب حتى يحبّ الطالب دراسة اللغة الإنكليزية.
متطوعون من جنسياتٍ مختلفة..
يوسف ابو القاسم شاب ليبي مقيم في بريطانيا يشارك للمرة الأولى في مخيم "نتعلّم بمرح لفلسطين"، جاء ليساعد الأطفال في تعلّم اللغة الإنكليزية كذلك تدريبهم على بعض الألعاب الرياضية.. يقول يوسف لشبكة العودة الإخبارية «تجربتي هنا في هذا المخيم كانت تجربة رائعة خاصةً أنّني أساعد أطفالاً بعضهم لاجئين يعانون صعوباتٍ كثيرة.. لكن رغم ذلك أجدهم نشيطين ومرحين ويحبّون الحياة».
من جهتها تقول لميا النداف، وهي شابة سورية مقيمة في إسبانيا ومتطوعة في المخيم، لشبكتنا «أحببتُ في المخيم ذلك الرابط الجميل بين كافة الأنشطة من رسمٍ وفن وأشغالٍ يدوية وتصوير وغيرها بفلسطين، حيث كان الأطفال يعكسون انتماءهم لوطنهم من خلال رسوماتهم وأشغالهم اليدوية والرقص والدبكة.. لكن ما لفت انتباهي هو تصرفات بعض الأطفال التي تتمثّل بالعنف، وهو نتيجة الواقع الصعب الذي يعيشون فيه، مما يستدعي انخراط هؤلاء الأطفال في مثل هكذا مخيمات لتطوير شخصياتهم».
أمّا ربا رحمة وهي شابة فلسطينية لاجئة من سوريا إلى لبنان منذ بداية الحرب، أرادت للعام الثالث على التوالي أن تكرّس تلك العشرة أيام من المخيم لتعليم الطلاب الدبكة الشعبية، للترفيه عنهم ولتعريفهم بالدبكة الفلسطينية التي تمثّل جزءاً من التراث الفلسطيني.
وما يميّز المخيم هذا العام هو أنّ الطلاب المشاركين باتوا أكثر وعياً في اختيار ما يناسبهم، إذ يشير مدير المخيم يونس المصري، إلى أنّ الطلاب وحتى أصغرهم باتوا يعون بأنفسهم ما يناسبهم وما يحبونه من برامج متخصصة من الإعلامي الصغير، إلى الخطيب الصغير، والرسام الصغير، والمهندس الصغير وغيرها.. بهدف إكسابهم تجارب أكبر بالتخصص الذي يرغبون به بناءًا على اختياراتهم السابقة..