الاحتلال الإسرائيلي يرفع معدلات السرطان بفلسطين المحتلة
حذرت أوساط صحية فلسطينية عديدة من انتشار ملحوظ لمرض السرطان في فلسطين، بحيث أصبح المسبب الثاني للوفاة خلال السنة الماضية لأسباب متعددة ترجع في غالبيتها لممارسات الاحتلال وسياساته، سيما تلك المرتبطة بالأنشطة النووية والكيميائية.
ويقول مدير مركز المعلومات الصحية الفلسطيني جواد البيطار لمراسلنا، إن ما بين (60-65) حالة مصابة بالسرطان لكل مائة ألف فلسطيني، بحيث يعتبر المرض المسبب الثاني للوفيات بفلسطين.
كما تشير بيانات السجل الوطني للسرطان في فلسطين إلى أن أنواع السرطانات الثلاثة: الثدي، والرئة، والقولون تشكل أكثر من 40% من حالات السرطان التي تصيب الفلسطينيين.
مصانع المستوطنات:
ويشير الناشط في مقاومة الاستيطان محمد عوض لمراسلنا، إلى أن المصانع الصهيونية في الضفة الغربية تشكل عاملا رئيسيا للتلوث الكيميائي المسبب للسرطان.
ويضيف: "ارتفاع عدد المصابين بالسرطان في بعض القرى التي توجد بها مناطق صناعية صهيونية في المستوطنات ملحوظ و يرجع إلى الملوثات من مخلفات المصانع".
وأردف: "هناك مصانع محظورة في الكيان الصهيوني بسبب مستويات التلوث العالي الذي تحدثه يتم نقلها لمناطق صناعية في مستوطنات الضفة مثل المنطقة الصناعية "جاشوري" في طولكرم".
ونوه إلى أن أحد المسببات الأخرى تتمثل في استخدام الاحتلال لأراضي الضفة الغربية لدفن نقاياته السامة في مواقع قريبة من البلدات الفلسطينية، ما حول الضفة إلى مكب للنفايات الكيميائية الصهيونية.
ديمونا والآثار المرعبة:
من جانبه، يؤكد الدكتور محمود سعادة، رئيس هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية (فرع فلسطين) في تصريح صحفي، أن الإشعاعات النووية المتسربة من مفاعل ديمونة الصهيوني جنوبي فلسطين المحتلة تزايدت في السنوات القليلة الماضية بشكل أكثر مما كانت عليه، وهي تتصاعد باستمرار.
وكشف سعادة أن السرطان بأنواعه المختلفة يعد أكثر الأمراض خطورة الناجمة عن هذا التسرب، وأن أكثر الأشخاص المصابين به هم الأطفال، حيث تبلغ نسبتهم 60% من المصابين.
وأكد: "خلال فترة السنوات الخمس الماضية تزايدت نسبة إشعاعات (اليورانيوم والسيزيوم والبوتاسيوم) المشعة في منطقة الجنوب"، وأن الخطورة تكمن بانتقال هذه الإشعاعات وآثارها إلى مناطق شمال الضفة الغربية ووسطها.
وأضاف أن عناصر في الطبيعة كثيرة كالنباتات والحيوانات والطيور والحشرات تعد المختبر الأول لذلك، حيث إن كثيرا من الحشرات الصحراوية كـ'الجرّير والهبه' لم تعد موجودة، إضافة لفقدان طيور وولادة حيوانات مشوهة، 'ورصدنا ثمار نباتات كالليمون بأحجام كبيرة جدا'.
خطر يمتد لسيناء والأردن:
وكان الباحث الصهيوني "افنر فينغوش" من جامعة بنغوريون أجرى بحثا عن آثار إشعاعات مفاعل ديمونا، أكد فيه نشاط إشعاعي ناجم عن وجود مواد مشعة مثل اليورانيوم وغاز الرادون يؤثر على الأردن وشبه جزيرة سيناء، ويوجد الراديوم بكثافة أكثر بعشر مرات من المعدلات الطبيعية في طبقات المياه الجوفية.
ونوه إلى إنتاج مفاعل ديمونا أربعة ملايين طن من النفايات دفن منها 48% بصورة رسمية و52% بصورة غير رسمية، مما ساهم في انتشار سرطان الدم في جبل الخليل على نحو غير طبيعي؛ وذلك من خلال أعداد المصابين المحولين لمستشفى هداسا وخاصة من بلدتي يطا والظاهرية جنوب الخليل .
لا بد من معالجات صحيحة:
وانتقد الخبير في صحة البيئة عقل أبو قرع في حديث لمراسلنا، عدم وجود مركز متخصص لأمراض السرطان في الضفة الغربية بالرغم من تلك المعطيات واستنادا إلى الأرقام الباهضة التي يكلفها مرضى السرطان.
وطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على إنشاء مركز متخصص لأمراض السرطان في الضفة، مشيرا إلى أن ذلك ممكن إذا توفرت الإرادة لذلك، بعد أن أصبح حاجة ملحة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة