في غزة، عائلة المصري: نستطيع الآن ان نجتمع كعائلة واحدة مجدداً

منذ 9 سنوات   شارك:

استطاعت عائلة المصري في بلدة بيت حانون إعادة إصلاح الطابق الثاني من منزلهم الذي لحقت به أضراراً كبيرة خلال صراع الصيف الماضي وذلك من خلال المواد التي دخلت القطاع بواسطة آلية إعادة إعمار غزة. تستطيع العائلة الآن الاجتماع معاً تحت سقف واحد.

حمـزة المصري(32 عاماً)، يعيش مع زوجته خلود 30 عاماً، وأطفالهم الخمسة في بلدة بيت حانون؛ أكثر المناطق تضرراً شمالي قطاع غزة جراء نزاع الصيف الماضي.

عائلة المصري، كحال الكثير من العائلات في غزة، اضطرت إلى مواجهة العديد من المصاعب في حياتها؛ حيث توفي أكبر أبنائها المصاب بالسرطان والبالغ من العمر 11 سنة فقط قبل اندلاع النزاع بوقت قصير.

"لم يمض وقتاً طويل قبل أن ينتشر الرعب مجدداً؛" هكذا يستهل حمزة حديثه لوصف ما جرى لعائلته عند بدء النزاع متابعاً "من الصعب جداً أن نستعيد ذكرى تجربة مررنا خلالها وخاصة أن صدى أصوات القصف لا تزال تتردد في عقولنا وآذاننا. اجتمعنا معاً في غرفة في الطابق الأرضي، أنا وأطفالي، وأخي وأطفاله."

يواصل قائلاً: " كان منزلنا كل ما نملك، لم أشأ أن أتركه بداية الأمر، ولكن العديد من الجيران بدأوا بإخلاء منازلهم".

وأضافت خلود واصفةً هذه اللحظات المرّوعة قائلة "فرّ الجميع مع عائلاتهم عند اشتداد القصف. كانت الحالة فوضوية، أطفالنا يصرخون، ونحن خائفون ومضطربون وعاجزون عن فعل أي شيء. كنا جميعاً نصلي لرؤية نور صباح آخر".

ثم ينهي حمزة سرد قصة هروبهم قائلاً " في ذلك الحين قررنا نحن أيضاً الفرار في الساعات الاولى من صباح أحد الأيام إلى إحدى المدارس التابعة للأنروا في مدينة جباليا".

تعرض الطابق الثاني من منزل عائلة المصري والذي كان يقطن فيه شقيق حمزة وعائلته لأضراراً جسيمة بعدما أصابته القذائف إصابات مباشرة مسببة دمار كبير.

وعلى الرغم من عدم شعورهم بالأمان هناك إلا أن عائلة المصري بقيت على مدار أكثر من أربعين يوماً في مركز الأونروا الجماعي في مدينة جباليا: حتى 30 تموز، حين ضربت ثلاث قذائف مدفعية اسرائيلية المدرسة حيث يقبع أكثر من 3،300 من السكان المدنيين الفلسطينين النازحين والباحثين عن مأوى، الأمر الذي تسبب بإصابة ابن حمزة ذا الخمس سنوات بشظايا.

وفور الإعلان عن وقف إطلاق النار أخيراً، ذهب حمزة  لتفقد بيته ليصدم من حجم الدمار الذي أصابه: وهنا يستعيد بصوت يملأه الألم المشهد قائلاً؛" دمّر كل شيء، لا غرف النوم، لا مطبخ، لاشيء، خسرنا كل شيء".

عندما انتهت الأعمال العدائية، بدأ أخصائيو الأونروا الاجتماعين بزيارة العائلات التي تضررت منازلها خلال النزاع. وعليه، تم تصنيف منزل حمزة ضمن البيوت غير الصالحة للسكن.

كما ووضعت الأونروا اسم حمزة على القائمة التي تم توجيهها إلى وزارة الأشغال العامة الفلسطينية حتى يتمكن وعائلته من الاستفادة من مشروع آلية إعادة إعمار غزة (GRM). ويمكن تعريف هذه الآلية على أنها اتفاقية مؤقتة وقعت بوساطة الأمم المتحدة في أيلول 2014 بين الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية، وتهدف إلى تفعيل وتمكين عملية البناء وأعمال إعادة الإعمار المطلوبة حالياً على نطاق واسع في قطاع غزة.

وبينما تواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى رفع الحصار بشكل كامل، يتخذ مشروع آلية إعادة إعمار غزة خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث دخلت أولى مواد البناء للمساكن الصغيرة إلى غزة عن طريق هذه الآلية في الرابع عشر من تشرين الأول. وحتى يومنا هذا، قام أكثر من 55 ألف من الأفراد بشراء المواد المتاحة من أجل إصلاح منازلهم من خلال آلية إعادة إعمار غزة.

أتاحت الآلية الفرصة أمام عائلة حمزة لإعادة بناء منزلهم العزيز. كما وتمّكن حمزة من خلالها شراء مواد البناء "ذات الاستخدام المزدوج" وبالأموال التي تلقاها من الأونروا. حول هذا يوضّح حمزة :" انه من الجيد فعلاً أن نتمكن من شراء مواد البناء التي ساعدتنا على إعادة إصلاح منزلنا التي يجمعنا كعائلة واحدة مجدداً".

حالياً، ينتظر حمزة دفعتي الأونروا الثانية والثالثة ليتمكن من شراء ما تبقى من مواد البناء المعتمدة للانتهاء من جميع الإصلاحات.

لا يفكر حمزة في مصلحته الخاصة فقط حيث يقول:" أتاح لي استلام مواد البناء بتوظيف العمال أيضاً وتزويدهم بفرص للعمل وكسب المال، ويعتبر هذا أمراً مهماً للغاية عند أخذ الوضع الاقتصادي المتردي التي تواجهه غـزة بعين الاعتبار".

وبالحديث عن هذا، فلقد تعرضت غزة إلى حصار شديد فرضته اسرائيل عليها منذ العام 2007، حصاراً عمل على شل حركة الاقتصاد الذي كان ديناميكياً وموجهاً تجارياً إلى جانب شل قدرته على خلق فرص عمل؛ الأمر الذي دفع غالبية السكان إلى مواجهة الفقر والاعتماد على المعونات.

اليوم، يعيش كل من حمزة وعائلته معاً في منزلهم مجدداً مع شقيقه وعائلته، هذا بالإضافة إلى توفير مأوى لشقيقتيهم وأطفالهم اللواتي دمّر النزاع منازلهن بشكل كامل.

 

المصدر: دنيا الوطن

 



السابق

قرار بمعاملة اللاجئ الفلسطيني كالمواطن العراقي

التالي

الأسير إبراهيم عبد الحميد يعانق الحرية بعد 14 عاما


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »