الاحتفال بمواليد غزة : بأي ذنب يتنفسون صرخة الحياة في مراكز الإيواء
ما ذنب أطفال قطاع غزة أن يولدوا على وقع صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ويعيشوا أولى أيام حياتهم في غرفة تكتظ بعشرات النازحين في مراكز الايواء، دون أدنى رعاية ومكان صحي أو هواء نظيف يستنشقونه مع أول صرخة حياة يطلقونها.
ولكن في غزة رغم الجراح والآلام، يحاول العديد من النازحين أن تبقى روح الأمل مفتوحة في نفوسهم محاولين التفريغ عن أنفسهم وعن صغارهم ليشعروهم ان للحياة طعما في وجود الصبر والصمود، فهؤلاء الأطفال الذين ولدوا في مدارس الايواء لهم الحق أن يُحتفل بمجيئهم ليرفعوا راية النصر ويكونوا شباب المستقبل خلفا لما ذهب من الشهداء الاطفال والشباب.
وأقيم في قطاع غزة حفل «أسبوع» لسبعة مواليد ولدوا داخل مركز لإيواء النازحين من منازلهم المدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الرابع والأربعين على التوالي.
و«السبوع» تقليد يعود للعهد الفاطمي، يتم خلاله الاحتفال بالمولود الجديد بأغان معينة وعمل أنواع محددة من الحلويات. وأشرفت على الحفل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وجمعية كشافة فلسطين، اللتان وفرتا الحلويات المتنوعة والهدايا والألعاب للأطفال.
أم أحمد السوافيري إحدى الأمهات اللاتي أنجبن خلال تواجدهن في المدرسة، عبرت عن سعادتها البالغة بهذا الحفل على الرغم من الظروف واستمرار أجواء الحرب على قطاع غزة.
وقالت السوافيري «أنا أصور كل لحظة من لحظات مولودي داخل المدرسة، وعندما يكبر سيشاهد هذه الصور ويعرف قصتها وقصة نزوحنا عين بيوتنا بعد أن دمرتها «إسرائيل».
وبدأت السوافيري مراسم حفل «السبوع» وبدأ الأطفال بالغناء مشكلين طوقاً بشريا حول الأطفال السبعة وهم نائمون على مقاعد الفصل الدراسي.
ومن تقاليد هذا الاحتفال أن تقول الأمهات للطفل: «اسمع كلام أمك، وما تسمعش كلام أبوك» ويرد عليها الوالد بالعكس.
فيما تحمل السيدة رحاب النجار مولودها «محمد» التي وضعته بعد لجوئها إلى المدرسة «لا تسألوني عن الوضع، نحن هنا لا نعيش مثل أي من البشر في العالم».
وتنظر لطفلها ذي العشرة أيام وتقول «ما ذنب هذا الطفل أن يولد على وقع الصواريخ وان يحيا اولى ايام حياته في غرفة يعيش فيها سبعون شخصا على الاقل».
ووزعت جمعية كشافة فلسطين على الأطفال الذين حضروا الحفل بعض الألعاب والملابس، مما أدخل البهجة والسرور الغائبين عن وجه الأطفال طيلة الأيام السابقة للعدوان الإسرائيلي.
ولم تخف سماح أحمد الناشطة في جمعية كشافة فلسطين سعادتها بهذا الحفل، وبدأت بالرقص والغناء مع الأطفال، في محاولة منها لتحفيزهم على المشاركة والتفاعل.
وقالت سماح «يأتي هذا النشاط كبادرة من الجمعية لإدخال الفرحة على النازحين في المدارس الذين فقدوا منازلهم وفقدوا معها أجمل الذكريات»، مشيرة في ذات الوقت إلى حالة التحدي التي يمثلها الحفل في وجه آلة الحرب والدمار الإسرائيلية.
وذكرت وزارة الصحة في وقت سابق أنه منذ بدء الحرب الاسرائيلية سجلت 4500 حالة ولادة في قطاع غزة وكانت ولادة مبكرة قبل اوانها بسبب حالة الخوف التي انتابت الحوامل.
وكانت وكالة الغوث»الانروا» وفرت مأوى لنحو نصف مليون غزي نازح يقيمون حاليا في 83 مدرسة تابعة لها وكان يتم إخلاؤها في بعض الأحيان لأسباب أمنية.
المصدر: المستقبل
أضف تعليق
قواعد المشاركة