صحافيو غزة يقاومون العدوان بكاميراتهم وأقلامهم

منذ 10 سنوات   شارك:

 كثر الذين ناضلوا لأداء واجبهم المهني في ظل العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً متواصلاً على قطاع غزة، لكن الإعلاميين والصحافيين، كما في كل حرب، كانوا يدفعون الضريبة، ويقدمون دورهم المهني على الرغم من المخاطر التي كانوا يواجهونها في كل لحظة، لأنهم كانوا في عين العاصفة، فدُمرت مقراتهم، وكان منهم الشهيد والجريح، ومنهم من فقد أفراد عائلته وأحبائه، ومنهم من فقد منزله.


تحدوا المخاطر، واصلوا الليل بالنهار لتغطية مجازر الاحتلال وفضح جرائمه، ونقل الأحداث بالصوت والصورة، ورصد القصص والحكايات الإنسانية المؤلمة، وكتموا ما ألم بأجسادهم من تعب وإرهاق، للاستمرار في عملهم، بعضهم يحمل الكاميرات، وآخرون يرصدون ويوثقون الحوادث، يتنقلون من مكان لآخر بين الركام والأشلاء والدماء، لنشر عين الحقيقة.


الإعلامية هنادي نصرالله التي تعمل لحساب فضائية «القدس« الفلسطينية، أوضحت أن «جزءاً كبيراً من المعركة مع الاحتلال، كانت إعلامية بامتياز، وأن الإعلام هو من أقوى أسلحة الصراع مع الكيان الإسرائيلي«.


وعن تعرضها للمخاطر خلال الحرب، أجابت: «الاحتلال لا يفرق بين صحافي وصحافية عندما يستهدف الطواقم الإعلامية من أجل إهماد الحقيقة، فقد تعرّض طاقم الفضائية للاستهداف خلال تغطية مجزرة خزاعة، (شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة) ما دفعنا الى الانسحاب على الفور من المكان«.


أما الصحافية أسماء الغول فأوضحت أن أصعب ما واجهها في عملها، كان نقل نبأ استشهاد عمها وأطفاله وأفراد عائلته العشرة في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الهواء، فهي كانت تؤدي واجبها المهني، وقلبها يعتصر حزناً وألماً على فراق أقارب وأحباب.


ولم تنكر الغول والتي تعمل في المجال الثقافي في صحيفتي «الحياة« اللندنية، و»الأيام« الفلسطينية، ومراسلة لمركز «سكايز» التابع لمؤسسة سمير قصير في لبنان، صعوبة العمل وخطورته، فهي وزملاؤها تعرضوا لمحاولة قتل إسرائيلية متعمدة، خلال قيامهم بواجبهم المهني.


وتابعت: «إذ سقط صاروخ بالقرب منا، بعدما أطلقته طائرة إسرائيلية من دون طيار على اذاعة «الوطن« الواقعة في برج داود، (وسط مدينة غزة)، لكن عناية الله أنقذتنا، وأصبت بساقي إصابة طفيفة، كما تضرر منزلي بشظايا الصاروخ«.


بدوره، الصحافي صالح المصري مراسل قناة «الكوثر« الفضائية، ومدير موقع «فلسطين اليوم«، أفاد بأن موقع «فلسطين اليوم» تعرض للاختراق خلال الحرب مرات عدة، من خلال بث الاحتلال عبر أثيره رسائل تحريضية ضد المقاومة، وضد الشعب الفلسطيني، كما أن مقر عملهم كان مهدداً بالقصف طوال فترة الحرب، إلا أنهم ظلوا يعملون ويواصلون رسالتهم بعيداً عن أطفالهم وعائلاتهم، وهم يبيتون في مكاتبهم يواصلون الليل بالنهار «حتى احتفلوا بالنصر جنباً الى جنب مع أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة«.


وأكد أنه كان لا يحصل سوى على ساعات قليلة من النوم، ولا يتناول الوجبات بانتظام، ولا يرى أفراد عائلته ومطلوب منه أن يبقى على يقظة دائمة، يتابع كل شيء.


وعن أصعب موقف تعرّض له خلال فترة الحرب قال المصري: «أصعب شيء تهديد المنزل المجاور لمنزلي ونزوح عائلتي من البيت وتشتتهم في مكان آخر من دون أن أكون بجوارهم، واكتفيت بالاتصال بهم للاطمئنان عليهم «.


وأشار إلى أن استشهاد زميله الصحافي علي أبو عفش مراسل «فرانس برس» شكل له فاجعة كبيرة، أثناء تأديته لعمله في تصوير وكشف جرائم الاحتلال الصهيوني في شمال غزة جراء انفجار صاروخ من مخلفات الاحتلال.


في حين أكد الصحافي سعود أبو رمضان الذي يعمل للوكالة الألمانية (د. ب. أ.) أن الهم الذي يحمله الصحافي في هذه الظروف «كبير ومهم، فلولا الإعلام اليقظ والنشط، لما وصلت الحقيقة للعالم، ولما علم العالم بما يحدث في غزة من مجازر بشعة«.


وأوضح أبو رمضان أن مكتبه الصحافي استهدف ثلاث مرات خلال فترة الحرب، والواقع في برج الباشا، وسط مدينة غزة، بطائرات الاحتلال من دون طيار، وقذائف الدبابات المدفعية في 31 تموز الماضي، ومعاودتها قصفه بتدمير البرج بكامله وما يحويه من مكاتب صحافية في26 آب الجاري، ليذهب مكتبه ما فيه، تحت الركام.


ولفت إلى أنه وعلى الرغم من كل الصعاب والمخاطر، وقلة النوم وتدمير مكتبه الصحافي، إلا أنه وزملاؤه في مختلف وسائل الإعلام، «أبلوا بلاء حسناً، واستطاعوا أن يجعلوا غزة في ضمير كل إنسان في العالم، وأظهروا الوجه الحقيقي للاحتلال وممارساته«، مشيراً إلى أن «خلف كل صحافي عائلة مضحية، تدعمه وتقف إلى جانبه، وتقدم له ما استطاعت، كي ينجح في أداء مهماته«.


وذكرت وزارة الإعلام في تقرير لها أول من أمس، أن إحصائية الانتهاكات ضد الإعلاميين منذ بدء العدوان في الثامن من تموز الماضي، بلغت 105 انتهاكات، أدى إلى استشهاد 17 صحافياً ومصوراً بينهم صحافي أجنبي، وإصابة 19 آخرين بجروح، وقصف 29 منزلاً للصحافيين وتدمير 19 مقراً إعلامياً ومكاتب صحافية، وتفجير وتضرر 6 سيارات صحافية وعملية اختراق والتشويش على مواقع وإذاعات وفضائيات.

المصدر: المستقبل



السابق

الأونروا تطلق مناشدتها الطارئة الجديدة تأمين 295.4 مليون دولار للمهجرين في غزة

التالي

حياة شبه طبيعية في قطاع غزة في اليوم الأول لوقف النار


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »