عَشِق الستيني الفلسطيني أبو الفهد حميد، تربية حَمام الزينة منذ أربعين عاماً، جمع خلالها عشرات أنواع الأصناف النادرة والغريبة غالية الثمن، عاشت معه مختلف الأزمنة التي مر بها قطاع غزة، والذي يشهد حصاراً إسرائيلياً خانقاً منذ ثمانية أعوام.

الفرحة لم تسع الستيني حميد فور سماعه بتنظيم معرض يحوي عشرات الأصناف الفريدة والنادرة لحَمام الزينة بأصنافه وألوانه المختلفة، فشارك بمجموعة فريدة، وقال: "بدأت قصتي مع حمام الزينة قبل عام 1988، عندما كنت حداداً، أصنع أقفاص الطيور".

وقال حميد لـ"العربي الجديد" على هامش "المعرض الأول لحَمام الزينة في غزة"، والذي ينظمه مجموعة من الهواة: "في بداية حياتي كنت أعرف مُسنّاً يهوى تربية الحمام، فتعلمت منه، وأخذت مجموعة من الطيور، واستمرت علاقتي بها حتى هذه اللحظة، وسأنقل تجربتي إلى الأجيال القادمة، كي تحافظ على هذه الهواية الجميلة".

أقفاص طيور حمام الزينة التي عبأت ممرات المعرض، احتوت على عشرات الأصناف الغريبة وغير التقليدية، ما عكس لوحة جميلة تروي العلاقة القوية بين الهواة وطيور الزينة التي تتراوح أسعارها من 2000 حتى 10000 شيكل، "أي من "500 حتى 2500 دولار" تقريباً.

ضمّت جدران المعرض أيضاً صوراً لمختلف أصناف حَمام الزينة، ونشرات تعريفية بأصنافه ومواصفاته القياسية التي ضمت حَمام الكارير، المالطيس، الاسكندرون، الهومر، الحَمام الشمسي الهندي، وغيرها.

وقال صاحب فكرة المعرض محمد جاد الله: "إن المعرض جاء لإيصال رسالة للعالم أن الهاوي الفلسطيني يبدع بتربية أهم أنواع الحَمام والطيور على الرغم من الحصار الاسرائيلي والحروب والممارسات العنصرية التي تستهدف الإنسان والأرض والحيوان والطير".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن المعرض ضمّ نحو 55 هاوياً وأكثر من 150 طيراً، وقال: "هذا هو المعرض الأول المختص بتربية حَمام الزينة"، مبيناً أنها هواية من أهم الهوايات التي يجمع عليها آلاف الهواة حول العالم، والتي تجري فيها منافسات لاختيار أجمل وأفضل الطيور.

لم يخف جاد الله التضييقات الإسرائيلية التي تطال هواية تربية طيور الزينة في قطاع غزة، وقال: "يمنع الجانب الإسرائيلي استيراد أو تصدير الطيور، وفي حال دخولها إلى القطاع تدخل بكميات مقننة وبأسعار باهظة الثمن، مقارنة بالأسعار الزهيدة الخاصة بالطيور في البلدان العربية".

وأضاف: "قمنا بترتيب المعرض بجهود ذاتية، في رسالة تحدي تفيد أن الشعب الفلسطيني قادر على المنافسة في مختلف المجالات"، وعن أنواع الطيور المشاركة، قال: "هناك العشرات من الأصناف، أبرزها الهومر، اللونج فيس، الشورت فيس، الشوهومر، الاكسبشن هومر، وبعض ألوان الحَمام الزاجل، الجاكوبين، وغيرها".

من جانبه أوضح ممثل وزارة الزراعة ونقيب الأطباء البيطريين الدكتور حسن عزام، أن المعرض يدلل على عزيمة الشعب الفلسطيني، وتنوع هواياته، لافتاً الى أن تربية طيور الزينة يعتبر من الجوانب الهامة لدعم الاقتصاد الفلسطيني.

وأضاف لـ"العربي الجديد": الشعب الفلسطيني مكافح ومنتج، وتفوق في عدد من مجالات تربية الطيور"، وقال: "قام الهواة بالتنسيق معنا من أجل تنظيم المعرض، ورحبنا بالفكرة لأهميتها"، مشيراً إلى أن الوزارة تشجع الهواة على الاستمرار في هوايتهم وتطويرها والعناية بها.

أمّا الهاوي حاتم الطويل، فقال إنه شارك بمجموعة من الطيور التي قام باستيراد أصنافها والعناية بها، ومنها حَمام الهزاز الروسي، حَمام الساكسون الذي يضم أكثر من فصيلة، موضحاً أن هواية تربية الحَمام بدأت عنده منذ الصِغر.

وعن سر مشاركته في المعرض، أضاف الطويل لـ"العربي الجديد": أردت من خلال مشاركتي أنا وأصدقائي أن نؤكد للعالم حب الشعب الفلسطيني للحياة على الرغم من الظروف الصعبة، وأن نبرز الوجه الآخر لغزة. الوجه الجميل.

المصدر: العربي الجديد