"إسرائيل" في مواجهة حركة المقاطعة العالمية

منذ 10 سنوات   شارك:

غسان مصطفى الشامي

كاتب وصحفي فلسطيني

تتراجع صورة الكيان الصهيوني في هذه الأيام بسبب استمرار جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ومواصلة قتله للأطفال والنساء وانتهاك القوانين الدولية والأممية، كما تزاد موجات الكراهية للإسرائيليين بين الشعوب الأوربية، فيما تنتهز (إسرائيل) في كل مرة الفرص التي تتاح أمامها لتغيير صورتها أمام العالم، وإبراز علاقاتها مع دول الجوار في المنطقة.

وتشكل حركة المقاطعة العالمية (BDC) للكيان الصهيوني، خطرا كبيرا على مصالح الكيان ونشاطاته وتحركاته الدولية، كما تزعج حركة المقاطعة دوما الكيان خاصة في ظل اتساع رقعة النشاطات والفعاليات التي تنفذها الحركة في الكثير من الدول والبلدان الأوربية، الأمر الذي يؤثر سلبيا على الاقتصاد (الإسرائيلي) خاصة أن منتوجات الكيان الصهيوني تواجه في هذه الأيام بمقاطعة كبيرة في الكثير من الدول الأوربية.

قمة المناخ الأخيرة التي عقدت في باريس مثلت فرصة كبيرة أمام (إسرائيل) وأمام نتنياهو للخروج من مازقه الكبير بسبب مواصلة انتفاضة القدس، ودخولها الشهر الثالث، وتتمثل الفرصة في العمل على تغيير صورة الكيان الصهيوني بعد المئات من الجرائم التي ارتكبها خلال الشهرين الماضيين منذ بدء انتفاضة القدس، هذه الجرائم عززت الصورة الإجرامية للكيان الصهيوني، وأثرت على علاقاته الدولية والدبلوماسية؛ لذلك حرص رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) على الظهور في قمة المناخ الفرنسية والتقاط الصور مع عدد من الحكام العرب والالتقاء بهم، وذلك ضمن المخطط الإسرائيلي لمواجهة حركة المقاطعة العالمية (BDC)؛ كما كشفت مصادر في مكتب (نتنياهو) عن لقائه مع عدد من الرؤساء العرب هدف إلى إيصال رسالة للرأي العام الصهيوني والدولي أن سياسات الكيان مع الفلسطينيين لا تؤثر سلبا في العلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية المجاورة، سيما مصر والأردن.

ويؤكد كاتب السطور أن مصافحات رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) للسيسي، والتقاط الصور مع عدد من الحكام العرب في قمة المناخ تحمل دلالات وأبعاد كثيرة أهمها حرص (إسرائيل) على إيصال رسالة للرأي العام العالمي تتمثل في امتلاك (إسرائيل) علاقات الدافئة والطيبة مع عدد من دول الجوار العربية، كما كشف (نتنياهو) في لقاء مع الصحفيين أن التقى في الكواليس عدد من الحكام العرب وهناك من بارد في التوجه إليه والحديث معه.

ويكثف الكيان الصهيوني في هذه الأيام جهوده في مواجهة نشاطات حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل (BDC)، والعمل على الحد من تأثير نشاطات الحركة على المنتوجات (الإسرائيلية) خاصة بعد أن صوّت الاتحاد الأوروبي مؤخرا لقرار يقضي بوضع علامة على منتوجات المستوطنات (الإسرائيلية) بهدف تميزها عن باقي المنتوجات، هذا القرار أثار سخطا كبيرا في الكيان على كافة المستويات، مما دعا (إسرائيل) للعمل على إنشاء وزارة (مواجهة المقاطعة).

إن قيام الكيان بتأسيس وزارة لمواجهة المقاطعة يؤكد على نجاح حركة المقاطعة العالمية، وتحقيق الكثير من أهدافها، والتأثير على صورة الكيان في الدول الأوربية والعالم الغربي، وهذا يصب في مصلحة دعم ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء دولته المستقلة.

إن حركة المقاطعة العالمية تمثل سلاح استراتيجي هام في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتضييق على تحركاته الدولية، بل ومحاصرته دوليا وخارجيا، ولابد هنا من السعي الجاد لإيصال صوت حركة المقاطعة ورسالتها لكافة شعوب العالم ومناصري وداعمي حقوق شعبنا الفلسطيني.

ولقد حققت حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل الكثير من الإنجازات، حيث ازدادت هذه الأيام حملات مقاطعة المنتوجات (الإسرائيلية) داخل فلسطين وخارجها، وهو ما أكدته حركة المقاطعة في بياناتها الإعلامية، كما أشارت إلى أن الجرائم الإسرائيلية الأخيرة في القدس والضفة المحتلة أدت لاتساع نشاط حملات المقاطعة وقامت الحركة بتنفيذ الكثير من الفعاليات والنشاطات الداعمة لصمود أبناء شعبنا في القدس والضفة المحتلة، كما دعت حركة المقاطعة إلى وقف النشاط الصهيوني في تسويق الصناعات العسكرية لبيعها لعدد من الدول العربية، حيث يقوم الكيان الصهيوني في هذه الأيام بتسويق نظام القبة الحديدية من خلال شركة أمريكية لبيعه لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي.

كما تواجه دولة الكيان الصهيوني هذه الأيام حصار ثقافيا وأكاديميا في الكثير من الدول الأوربية خاصة بريطانيا، فيما أعلن مؤخرا أكثر من 700 فنان بريطاني، من عالم الأدب والسينما والمسرح والموسيقى، مقاطعة (إسرائيل) كما وقّع الفنانون على عريضة لمقاطعة الكيان، وأعلنوا عن حملة حملت عنوان "فنانون بريطانيون من أجل فلسطين" وتعهد الفنانون خلال أيام الحملة بالدعم الكامل للنضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة.

كما تمكنت حركة المقاطعة من تحقيق نجاح هام في هولندا، حيث قام عدد من الشخصيات العالمية البارزة بالتوقيع على عريضة تطالب مدينة أمستردام الهولندية بالامتناع عن مد خطوط التعاون مع الكيان الصهيوني، ووقف توقيع أية اتفاقية مع (إسرائيل)، ووقف التنسيق مع الكيان، وكذلك وقف المشاريع التجارية بين مدينة أمستردام و( تل أبيب )، وعلى الجانب الآخر تبذل السفارات الإسرائيلية في الدول الأوربية جهودا كبيرة لمواجهة نشاطات حركة المقاطعة، والعمل على تغيير صورة الكراهية للكيان من خلال قيام هذه السفارات بفعاليات مضادة لنشاطات الحركة العالمية.

في ظل ما يواجهه الكيان الصهيوني من نشاطاته مناهضة لحركة المقاطعة في الكثير من الدول الاوربية، لابد علينا التحرك عربيا لدعم حركة المقاطعة والقيام بنشاطات وفعاليات مماثلة في كافة المدن والعواصم العربية.

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!

"حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحنّ عليك يوم موتك؛ ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت." غسان كنفاني. في فلسطين، لا تُقال هذه الجملة ع… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون