وهم المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"

منذ 8 سنوات   شارك:

أحمد الحيلة

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

تجددت اللقاءات بين حركتي "فتح" و"حماس" للبحث في شؤون المصالحة الوطنية المتعثرة منذ نحو عشر سنوات خلت. لكن اللقاءات هذه المرة تتم برعاية تركية-قطرية، بعيداً عن الراعي المصري الحصري لجولات الحوار الوطني الفلسطيني..!!

تأتي هذه الحوارات والضفة الغربية تشهد تصعيداً نسبياً مع الاحتلال الإسرائيلي، وقطاع غزة يواجه أزماته المعيشية الطاحنة عقب إغراق "الشقيقة" مصر للأنفاق على حدودها مع رفح بمياه البحر المالحة.

في المقابل، تتبدى حالة من البرود الشعبي وعدم الاكتراث بانعقاد جولة جديدة من الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس"؛ فالناس قد ملّت الحديث عن المصالحة، لاسيّما بعدما استنزفت الأطراف الفلسطينية رصيدها لدى الجمهور وبخاصة حركة "فتح" بقيادة الرئيس محمود عباس، الذي يتجاهل حصار غزة، وتُعْرض حكومته بقيادة "الحمدالله" عن القيام بدورها هناك، في ظل تصاعد أزمة رواتب الموظفين، وتراجع الخدمات الصحية، وانقطاع الكهرباء نحو 16 ساعة يومياً..

ولعل أهم تفسيرات البرود الشعبي، وعدم التعويل على نتائج الحوارات السياسية الراهنة، تتعلق بثبات عوامل الكبح والإعاقة للمصالحة الوطنية، ومنها على سبيل المثال:

- اختلاف البرامج السياسية بين طرفي الحوار؛ فحماس ما زالت تؤمن بالمقاومة خياراً استراتيجياً، في الوقت الذي تتمسك به حركة "فتح" بالتسوية السياسية بالرغم من توقفها منذ العام 2014م.

- تعارض النهج والممارسة الأمنية؛ فحماس تستعد في غزة لمواجهة سيناريو الحرب القادمة، وتدعم استمرار "انتفاضة القدس" في الضفة الغربية. في المقابل تستمر السلطة الفلسطينية بالتنسيق أمنياً مع الاحتلال؛ فالرئيس محمود عباس أعلن مؤخراً وبشكل مكرر عن "أهمية" التعاون مع الاحتلال، في الوقت الذي أكد فيه "ماجد فرج" مدير المخابرات العامة عن قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإحباط نحو 200 عملية ضد الاحتلال في ظل "انتفاضة القدس" الراهنة، الأمر الذي يرخي بظلال من الريبة والشك بين طرفي الحوار.

- استمرار ضغط الاحتلال الإسرائيلي على السلطة الفلسطينية في رام الله، لناحية الامتناع عن الشراكة السياسية مع حركة "حماس" وذلك تحت سيف التهديد بوقف أموال الضرائب. إضافة إلى تهديد الدول المانحة وخاصة واشنطن والاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات المالية. هذا بالإضافة إلى رفض بعض العواصم العربية مثل القاهرة، وأبوظبي..، لتقارب حركة "فتح" مع حركة "حماس" التي تعتبر في نظرهما أحد أذرع الإخوان المسلمين، ناهيك عن عدم تأييدهما لنهج المقاومة الذي تتبناه الحركة في مواجهة الاحتلال.

يُفضي بنا جميع ما سبق إلى حقيقة مُرّة جوهرها أن الحديث عن المصالحة اليوم هو أبعد ما يكون عن أرض الواقع..!! ومجرد الحديث عن الرغبات والأمنيات لن يغير من الحال شيئاً. وإذا كانت "حماس" تسعى لخلخلة الحصار المستمر منذ نحو عشر سنوات على قطاع غزة، فالرئيس محمود عباس المُقَيّد بأكذوبة السلام والتسوية لا يملك من أمره شيئأ؛ فما يجري من حوارات لا تعدو في نظره أكثر من محاولة بائسة للضغط على نتنياهو لدفعه إلى قطار المفاوضات المتوقفة، ناهيك عن محاولته تحسين صورته في ظل الحديث عن انتهاء دوره السياسي، وصراع القوى المتفاقم داخل حركة "فتح".

 

المصدر: الخليج أونلاين 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.