يوبيل الاستيطان

منذ 10 سنوات   شارك:

يوسف رزقة

أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة

بينما يحتفل سكان مستوطنات الخليل بيوم (يوبيل الاستيطان اليهودي) في الضفة, والذي انطلق من مدينة خليل الرحمن في أعقاب هزيمة حزيران ١٩٦٧م واحتلال القدس والضفة الغربية وغزة، تحتفل السلطة بيوبيل الفشل في مواجهة الاستيطان أو تحقيق أدنى إنجاز وطني في مفاوضات التسوية.

الاستيطان يتقدم سنة بعد سنة، ويومًا بعد يوم، ويواصل قضم الأراضي الفلسطينية، وهضمها بالضم، وسياسة خلق الأمر الواقع، وفرضه على الفلسطينيين وعلى العالم أيضًا، حتى باتت السلطة نفسها تتفهم معنى وجود كتلة استيطانية كبيرة تحيط بالقدس، ولديها استعداد للتفاوض على حلول وسط. الاستيطان يتقدم، والسلطة تتأخر، ولا تستطيع مراجعة مواقفها، ولا تتعلم من أخطائها.

في احتفالات يوبيل الاستيطان بالخليل حضر الوزيران أوري إرائيل، وأيليت شيكيد من حزب البيت اليهودي، وحضر نائب وزير جيش الاحتلال إيلي بن دهان، وأعضاء كنيست، والحاخام الرئيس ديفيد لاو، وهذا الحضور يهدف إلى تشجيع المستوطنين، وشكرهم، وإضفاء شرعية حكومية، ودينية، على الاستيطان في الخليل والضفة.

وفي هذ الاحتفال دعا نائب وزير جيش الاحتلال دهان إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بقوله: "اليوم وبعد 50 عامًا آن الأوان للصعود درجة إضافية، وذلك بربط الضفة الغربية مع باقي أجزاء (إسرائيل) وتطبيق السيادة عليها ويجب البدء من هنا من الخليل؟!". ما يقال في هذه الاحتفالات الاستيطانية ليس عواطف وانفعالات مجردة، بل هو كشف عن بعض ما يتم التخطيط له في الغرف المغلقة. والبدء من الخليل في نظرهم هو البداية الطبيعية لاستعادة يهودا والسامرة، وهما الاسمان العبريان للخليل ونابلس. الخليل بعد القدس في الأهمية عند اليهود، لذا فإن القدس والخليل هما تيرمومتر الرؤية الإسرائيلية للضفة الغربية.

الاستيطان المتجدد في المدينتين لا ينظر في الملفات السياسية التي ينظر فيها عباس، أو دول العالم، بل ينظر فقط في الأرض، وفي التوراة وتوجيهاتها، ومن ثمة هو مطمئن لبقائه وتمدده رغم حديث كيري وعباس في السياسة وحل الدولتين.

في الخليل والقدس الاستيطان والجغرافيا هما من يقرران المخرجات السياسية، وقد أثبتت الجغرافيا في فلسطين المحتلة أنها أقوى من السياسة ومن المفاوضات.
لم تحتج السلطة على احتفالات اليهود بيوبيل الاستيطان، ولم تحتج على تصريحات نائب وزير الدفاع بالدعوة لفرض السيادة الإسرائيلية على القدس. السلطة في هذه الحالة لا تسمع ولا ترى؛ لأن حسن السماع، والإحسان في الرؤية يكلفها كثيرَا، لذا فإن سلامة الرأس في إغماض العينين، تمامًا كما تفعل النعامة حين تغمس رأسها في التراب.
إن كل فعل استيطاني يستوجب ردة فعل فلسطينية أدناها الاحتجاج والاستنكار، وهذا الأدنى بات غائبًا للأسف الشديد مع طول المعاناة، والملل من المتابعة، لذا وجب على الكتاب تجديد تعليق الجرس. 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!

"حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحنّ عليك يوم موتك؛ ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت." غسان كنفاني. في فلسطين، لا تُقال هذه الجملة ع… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون