فلسطينييو سورية خارج نطاق التغطية الرسمية

منذ 9 سنوات   شارك:

ابراهيم العلي

باحث بالشأن الفلسطيني

هي هجرة أخرى أرادوها لهم وكتبوا مفرداتها بدماء الصغار والكبار الذين لا حول لهم ولا قوة فيما آلت إليه أحوالهم وسالت بسببه دماؤهم.

لم تتلطخ أيديهم بأي عار، والتزموا الحياد،وقدموا

الخبز والماء والعلاج لإخوة الدم والعقيدة وتمسكوا بالمخيم الذي عرفوه وطناً واتخذوه سكناً ورسموا فيه طريق عودتهم فأزهرت أحلامهم رجالاً رابطوا على ثغور فلسطين التي عرَّفها لهم أباؤهم وأجدادهم فكانت حية في عقولهم وقلوبهم.

مخيم اليرموك – مخيم سبينة –مخيم حندرات– مخيمي درعا ودرعا الطوارئ - مخيم خان الشيح....، مخيمات خلت من سكانها أو كادت بعدما كانت حاضرة تعج بالحياة والأمل فأصبحت خالية على عروشها لا تسمع فيها سوى صفير القذائف وانفجار الصواريخ وأزيز الرصاص وصراخ الأطفال والعجائز ممن رفضوا الخروج وآثروا التمسك بالمخيم والبقاء فيه.

لقد صبروا واحتسبوا وقالوا كلمتهم : لن نغادر المخيم! لن نترك الحي الذي درجنا فيه وتشكل وعينا بين حناياه، ففي كل زاروبة من زواريب المخيم لنا قصة وحكاية، وعند كل مفرق من مفارق شوارعه لنا ذكريات وعلى كل جدرانه وضعنا يوماً ملصقاً لشهيد أو لقضية من قضايا الوطن.

احزموا امتعتكم وغادروا إلى هناك فلا بقاء لكم هنا ، وإلا فالموت والدمار مصيركم ومنتهاكم، فليس القول بالهزل، لقد علمتم طيلة الستين يوماً الماضية قصفنا ورمينا، اصعدوا إلى تلك الحافلات واصطحبوا حقائبكم الفردية.
لقد أعاد المشهد الجديد إلى الذاكرة اليوم الأول الذي جاء به الأجداد إلى هذه المخيمات، عندما حملوا " البؤجة " وغادروا فلسطين كرهاً وقسراً، فهاهم اليوم يعاودون الكرة ويخرجون كاليوم الأول " بالبؤجة " إلى أماكن جديدة، كل الحقائق على الأرض تشير إلى أنها لن تكون الأخيرة.

فمن مخيمات قامت على مسافات غير بعيدة من فلسطين إلى مخيمات جديدة نصبت فيها الخيام الأشبه بالخيمة الأولى على بعد مئات الكيلو مترات شمال سورية في مدينة إدلب البعيدة عن حدود الوطن حيث توئد الأحلام وتنطفئ أنوار الأمل بالعودة إلى الديار التي مازالت مفاتيحها وأوراق الطابو بحوزة من تبقى من جيل الهجرة الأولى عام 1948 الذين مازالوا بين ظهرانيهم ليكونوا شهداء على نكبات وتاريخ أسود امتد لقرابة الـ 70 عاماً.

ولكن ثمة أسئلة طرحها ذلك الجمع من اللاجئين الفلسطينين الجدد، تتعلق بالهوية والمرجعية، فأين اختفت الأصوات وتوارت الصور ؟ وهل المقام يقبل الصمت عما يجري لشعب الجبارين من انتهاكات في مخيمات ســـورية الذي أفنى حياته في صفوف الثورة الفلسطينية وقدم خيرة أبنائه دفاعاً عن ثوابته؟ وهل أضحت المخيمات عبئاً ثقيلاً تعجز عن حمايته المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ؟ وهل اختلف الجمع بينهم واتفقوا علينا لإشغالنا وإبعادنا واقتلاعنا من محيطنا ؟ وأين موقعنا في أجندات صانع القرار الفلسطيني أم سقطنا من جدول الأعمال الذي يغص ربما بما هو أهم وأكثر أولوية؟

غابت الاجابات والردود ، فربما لم تصل الرسائل لأصحابها بعد، أو تطايرت مع رياح اللجوء والاغتراب وظل صندوق البريد فارغ ومآساة فلسطينيي سورية مستمرة خارج نطاق التغطية الرسمية. 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!

"حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحنّ عليك يوم موتك؛ ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت." غسان كنفاني. في فلسطين، لا تُقال هذه الجملة ع… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون