المخيمات الفلسطينية في لبنان ونظرية الأمن والاستقرار

منذ 11 سنة   شارك:

معين مناع

كاتب ومحلل سياسي

ليس جديداً، كما أنه ليس عبثاً التخويف من المخيمات والتجمعات الفلسطينية والخوف عليها؛ فالمخيمات، عموماً، تفتقر إلى "قيادة موحدة"، كما أن التعبئة بالقضية وبأولوياتها قد غابت عن الساحة الشعبية، وباتت المخيمات رهينة التجاذبات ذات البعد المصلحي والفئوي. فما الذي ينتظر حاضنات الشعب الفلسطيني في لبنان؟ وكيف يمكن حمايتها وضبط أمنها؟

المرجعية السياسية

الوجود الفلسطيني في لبنان، طبيعته سياسية، والتجاذبات التي تتفاعل فيه وتؤثر عليه هي الأخرى سياسية، والقرار الأساسي الذي يُفترض بأنه يضبط الإيقاع مع المخيمات وبداخلها هوبالضرورة سياسي؛ ما يعني بأن الحاجة الفلسطينية الرئيسية، هو إيجاد وتفعيل المرجعية السياسية الموحدة؛ القادرة على تحديد مصلحة شعبها في بلد اللجوء، وحماية هذه المصلحة وتحقيقها، وتحمل تبعات.

القوة الأمنية

لا شك بأن الأداة الأمنية عامل ضروري لتمكين "القيادة السياسية" من فرض إرادتها وحماية قرارها، من أجل حماية المخيمات وأمنها، إلاّ أن فاعلية هذه الأداة مرتبطة بمدى وضوح رؤية هذه القيادة وبمدى قدرتها على تحمل مسولياتها. وعلى وجه التقدير، فإن المشهد السياسي الفلسطيني في لبنان يعوزه ما يكفي من وضوح الرؤية المشتركة، والإرادة الجامعة، والقرار الصلب؛ ما يعني بأن جدوى هذه الأداة الأمنية سيبقى نسبياً، وموضع تساؤل واختبار يحتمل الفشل كما يتوخى النجاح.

القوة الشعبية

ولا شك أيضاً، بأن المجتمع الفلسطيني في المخيمات والتجمعات، يشكل صمام الأمان لدعم القرار السياسي؛ الذي يحمي مصالحه وأمنه واستقراره، وهذا التقييم لا يحتاج إلى دليل وغني عن الإثبات. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى ما شهدت ساحة المخيمات، خلال الشهور القليلة الماضية، من حراكات شعبية متنوعة؛ منها ما هو غث ومنها ما هو سمين. الأمر الذي يستدعي مسؤولية القوى السياسية، كي تبادر إلى رعاية هذه الحراكات "السمينة" وأن تجمعها وتنميها، وتتعامل معها بوصفها:1- حامية قرار الأمن 2- وراعية مطلب الاستقرار 3- وضامنة ثقافة الاعتدال والتعايش 4- ونابذة لفكر التشدد ورفض الآخر.

الحالة الميدانية

لعل أبرز ثلاث ظواهر، يؤدي تفاعلها إلى توتر الأوضاع الداخلية للمخيمات ولعلاقاتها مع جوارها، هي: 1- ثقافة التشدد 2- انتشار السلاح 3- ملف المطلوبين. وبغير قراءة موضوعية لهذه الظواهر ومعالجة جديّة لها، فإن الإجراءات قيد التداول قد تكون بمثابة المسكنات لالتهاب عضال. 1- فالتشدد يحتاج إلى تعبئة جماهيرية بثقافة الاعتدال 2- وفلتان السلاح يحتاج إلى ضبط وتنظيم 3- وملف المطلوبين يحتاج إلى حلحلة وتفكيك.

الموقف

تشكل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان حاضنة المجتمع الفلسطيني وقضيته العادلة. والسعي المستمر لسحب فتائل تفجيرها أمر ضروري، تقتضيه المسؤولية الوطنية لكل فصيل أو حركة تعمل في الميدان السياسي والجماهيري. وفي هذا السياق، تُعتبر وحدة الموقف هي المعيار الأساسي والضامن الحقيقي لحماية المخيمات والتجمعات، في حين يُعد التشدد والفلتان العدو الأول لها. وهذا يعني بأن "القيادة الفلسطينية الموحدة"؛ مسؤولة عن التصدي لأبرز ظواهر التوتر، مثل: التشدد والسلاح والمطلوبين، ومعالجتها. وأساليب العلاج الناجع كثيرة ومتعددة. وأخيراً، يمكن القول بأن صعوبة هذه المهام تؤكد إمكانية حلها، خصوصاً أن الجهات المتضررة، هي نفسها معنية في إيجاد الحلول وتسهيل المهمة المشتركة، للوصول جميعاً إلى بر الاستقرار والأمان.

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!

"حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحنّ عليك يوم موتك؛ ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت." غسان كنفاني. في فلسطين، لا تُقال هذه الجملة ع… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون