"الأورومتوسطي" لـ "شبكة العـودة":‏ 2147 شهيداً و10870 جريحاً في العدوان على غزة وتقديم "إسرائيل" للمحاكمة مسألة وقت

منذ 10 سنوات   شارك:

برز المرصد بتقاريره المحدّثة والميدانية من قلب غزة، وكانت هذه التقارير معتمدة من أعرق مراكز الدراسات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية. "شبكة العودة الإخبارية" توجهت إلى المرصد بأسئلتها عن هذه التجربة وواقع وآفاق الوضع في غزة، وماذا بعد هذه الحرب.. وكان الحوار مع المتحدثة الرسمية باسم المركز مها الحسيني..

"العـودة": برز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في توثيق وإحصاءات الحرب على غزة، كيف نشطت الفرق العاملة في هذه الحرب؟ وما هي آليات عملها؟

      ¶ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" هو منظمة حقوقية دولية مقرّها جنيف بسويسرا، يُدافع عن حرية الأفراد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويرصد ﺍنتهاكات حقوق ﺍلإنساﻥ ﻓﻴﻬﺎ، وصولاً إلى تقديم الجناة للعدالة، يتمتع المرصد بحصانة ﺃﻭﺭﻭبية تضعه فوق كافة الضغوط الممارسة من قبل الاحتلال والأنظمة القمعية ¶

- عمِل المرصد الأورومتوسطي منذ اليوم الأول للهجوم على قطاع غزة على توثيق كافة الانتهاكات الاسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، عن طريق فرق البحث الميداني التي قامت بجمع المعلومات والأدلة والإفادات من شهود العيان خلال فترات الهدنة، واستمرت بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقام المرصد خلال أيام العدوان برصد أعداد الضحايا والإصابات على مدار الساعة، والأضرار على صعيد المجتمع المدني والقطاع الاقتصادي، إلى جانب توثيق عدد الهجمات الصاروخية والمدفعية على القطاع، وإصدار إحصائية يومية بذلك عن طريق التصميم المعلوماتي "إنفوجرافيك".

على جانب آخر وثق المرصد الأورومتوسطي شهادات لمدنيين فلسطينيين في قطاع استخدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي دروعاً بشرية بصورة بشعة، وقتلتهم عمداً وبشكل مباشر في حالات أخرى، خصوصاً في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

"العـودة": بلغة الأرقام، ما هي الخسائر المادية والبشرية التي وثقت من قبلكم؟ وماذا تستنجون منها؟ ما هو تقييمكم للحرب الأخيرة على قطاع غزة؟

حسب الإحصائية التي أعدّها المرصد الأورومتوسطي بلغ عدد الضحايا الإجمالي خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة

2147 قتيلاً، منهم 530 طفلاً، و302 امرأة، و23 قتيلاً من الطواقم الطبية، و16 صحفياً، و11 قتيلاً من موظفي وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة.

وبلغ عدد الجرحى 10870 جريحاً، تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، منهم 3303 طفلاً، 2101 امرأة. وتشير الإحصاءات الأولية إلى أن 1000 طفل على الأقل سيعانون من إعاقة دائمة.

فيما دمّر الاحتلال 17132 منزلاً، منها 2465 منزلاً دُمِّرت بشكل كلي، و14667 منزلاً دُمِّرت بشكل جزئي، إضافة إلى 39500 من المنازل لحقت بها أضرار. كما تسببت الهجمات الإسرائيلية بتدمير 171 مسجداً، دُمّر 62 منها بشكل كلي، و109 بشكل جزئي.

على صعيد المجتمع المدني وخسائر الاقتصاد، قدّر المرصد الأورومتوسطي مجموع الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة بنحو 3 مليار و6 مليون دولار.

من خلال الإحصاءات السابقة كان واضحاً جداً أن الجيش الإسرائيلي تعمّد استهداف السكان العزّل في بيوتهم ومارس بحقهم سياسة العقاب والقتل الجماعي؛ ما يمثلُ انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان. وكان التطور الخطير في الحرب السابقة هو سياسة استهداف المنازل بشكل غير مسبوق على رؤوس ساكنيها، حيث وثّق المرصد الأورومتوسطي ما يقارب 140 حادثة قتل جماعي نتج عنها مئات الضحايا وآلاف الجرحى، ليتجاوز عدد المواطنين ممن هم بلا مأوى جراء هدم منازلهم 100 ألف شخص، مما أدخل القطاع في كارثة إنسانية على كافة المستويات، أضف إلى ذلك أن استهداف الجيش الإسرائيلي للمصانع والمنشآت الاقتصادية مثّل تصعيداً آخر لضرب الاقتصاد الفلسطيني في غزة.


"العـودة": ما هي فرص وإمكانات ملاحقة "إسرائيل" قانونياً في المحافل الدولية؟ وهل ثمة خطوات عملية قد انطلقت؟

الملاحقة القانونية في المحافل الدولية أمر ممكن، وهو بات مسألة وقت فقط ، لكن العقبة الأبرز في هذا المجال هو المحور الفلسطيني، ومحور الدول العربية، السلطة الفلسطينية حتى اللحظة لم تنضم إلى "ميثاق روما" تمهيداً لمحاسبة الجناة لارتكابهم جرائم حرب؛ وهذا بالطبع يؤخر محاسبة "إسرائيل"، الأدوات القانونية الموجودة لدينا إن تم استثمارها بشكل صحيح وفاعل ستحقق خرق واضح في هذا الاتجاه.

"العـودة": هل توقيع السلطة الفلسطينية على معاهدات ومواثيق دولية حول حقوق الانسان يخدم القضية الفسطينية؟؟ وهل له تأثيرات سلبية؟

عند النظر في الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها، يمكن القول، إنها تعد أساسية على الصعيد الدولي، وعناوين رئيسية في حقوق الإنسان، ويمكن أن يراهن عليها لرفع مستوى حقوق الإنسان الفلسطيني محلياً، في نطاق تعامله مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ودولياً، خصوصاً فيما يتعلق بتعامله مع الاحتلال؛ لكن توقيع السلطة الفلسطينية على قرار الانضمام إلى هذه الاتفاقيات والمعاهدات، لا يعني أن فلسطين أصبحت تلقائياً جزءاً منها، ذلك أن هناك شروطاً خاصة بكل اتفاقية، لاعتبار الانضمام إليها صحيحاً.

ثم إن الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها لا تتحرك آلياً، بل يجب أن يكون هناك جهد فاعل وحقيقي لاستثمارها، وتفعيلها دولياً وشعبياً بشكل سليم.
لكن بشكل عام، إن كون فلسطين طرفاً في هذه الاتفاقيات وغيرها سيجعلها في موضع أفضل لمطالبة "إسرائيل" بالالتزام بتطبيق نصوص تلك الاتفاقيات، ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة بحق الفلسطينيين، لأن الاتفاقيات التي تعد هذه الدول جزءاً منها تلزمها اتخاذ موقف إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب ضد دولة أخرى عضو في الاتفاقية.

"العـودة": كيف يمكن حلّ مشكلة معبر رفح وفتحه بصورة دائمة؟

واضح جدًّا أن الدور المصري لا يساعد على إنهاء حصار غزة، هذا أقل ما يمكن أن نقول، معبر رفح عنوان واضح من عناو

ين الحصار، وهذا الأمر لا يخدم كل التحركات التي تدفع لإنهاء الحصار، عندما نعمل على الساحة الدولية ونتواصل مع المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال ونقول أن الاحتلال هو من يتحمل مسألة الحصار، نجد أن الكرة تُلقى في الملعب المصري، وهو أمر سيئ!
السلطات المصرية يجب أن تتفهم ذلك، وأن تساعدنا من أجل توجيه الضغط على "الاحتلال الإسرائيلي" لأنه هو من يتحمل مسئولية الحصار على غزة هو بالدرجة الأولى، وهو المستفيد من هذا الحصار، معبر رفح بحاجة إلى تحرك والأطراف المصرية الفلسطينية بحاجة أن تتوافق بشكل عاجل من أجل إنهاء معاناة الناس في غزة، لأن المعاناة في غزة لم تعد معاناة غذاء ودواء بقدر ما هي أزمة كرامة إنسانية.

"العـودة": السؤال الأخير، ما هي خطواتكم المستقبلية إزاء الأحداث وهل لديكم خطة لتطوير عملكم وتوسيعه؟

 نحن الآن نقوم بدورين رئيسين، الأول هو رصد الانتهاكات الإنسانية وتوثيقها بطريقة قانونية صحيحة، والثاني هو تقديمها للجهات الدولية المعنية، لا سيما مجلس حقوق الإنسان، ولجنة التحقيق المنبثقة عنه، وإلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والجهات الحقوقية الدولية المختلفة، ون

تواصل معها باستمرار، لتشكيل موقف ضاغط باتجاه وقف الانتهاكات ومعاقبة الفاعلين ومرتكبي جرائم الحرب.

 إضافة إلى ذلك، نحن نقدم التوصيات التي من شأنها أن تؤثر في الحدث، ومن ذلك أننا قمنا بتقديم دراسة متكاملة إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية وتركيا، حول ما يطرح من فكرة إنشاء ممر مائي لغزة، ومدى قانونية ذلك وإمكانيات تطبيقه، بما يحقق رغبات الأطراف المختلفة ومخاوفها، كذلك قدمنا دراسة متكاملة للسلطة الفلسطينية حول الانضمام لميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية ومآلاته، ودعونا القيادة الفلسطينية إلى المسارعة في ذلك، كونه يمثل رافعة لحقوق الإنسان في فلسطين، ويساعد في معاقبة مرتكبي جرائم الحرب ووقف سياسة الإفلات من العقاب.

 

أجرى المقابلة: محمد أبو ليلى - شبكة العودة الإخبارية 

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

الخُبّيزة: وفاءُ الأرضِ وخذلانُ الذاكرةِ!

كنتُ خبيراً في إعدادِ الخُبّيزةِ مع الشُّومَرِ، أتقنتُ مزجَ نكهاتِها وسبرتُ أغوارَ أسرارِها. كانت وصفتي الخاصّة أشبهَ بلحنٍ مُتقنٍ… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون