المأساة على اللاجئين الفلسطينيين أيضاً

منذ 10 سنوات   شارك:

زياد حيدر

كاتب وصحفي

 حتى لو شاء الفلسطينيون الموجودون في سوريا البقاء متفرجين على ما يجري، لن تكتب لهم النجاة.

مصيرهم كمصير أهل البيت. رغم ذلك يعتقد كثيرون أن قسما محدودا من الفلسطينيين شارك في تصعيد الأحداث في سوريا لدى الجانبين. وأبرز الحوادث التي أظهرت هذا الجانب تمثلت باختطاف مسلحين في حزيران العام 2011 في حماه لحافلة تقل 12 عسكريا فلسطينيا من «جيش التحرير الفلسطيني» كانوا يشاركون في معسكر تدريبي بالقرب من مدينة مصياف، واقتيادهم إلى حلب، حيث تمت تصفيتهم جميعا.

لسان المعارضة دافع عن المجزرة لأسباب قال إنها متعلقة بـ«موقف جيش التحرير من الثورة، ومشاركة عناصره الجيش في عمليات القمع»، وذهب آخرون في رواية أبعد، متهمين «النظام» بقتلهم بسبب نيتهم «الانشقاق».

إلا أن فلسطينيين كثرا لم يمكثوا في بيوتهم خلال الأزمة للفرجة، بل شاركوا في التظاهرات وصولا إلى العمل المسلح. وتشكلت في تلك الفترة عدة «تنسيقيات» تدعي العمل باسم فلسطينيي المخيمات وأبرزها «تنسيقية مخيم اليرموك»، وهو المخيم الذي ذاق المأساة الأكبر على مستوى المخيمات الفلسطينية الـ11 في سوريا.

وفي ذات الوقت قتل في الشهر ذاته قيادي من حركة حماس هو كمال حسني غناجة في منزله في مدينة قدسيا قرب دمشق في ظروف غامضة. تصفية رافقها سرقة وثائق، ربطها كثيرون بدعم الحركة للإسلاميين في سوريا، ولا سيما مقاتلي جماعة «الإخوان المسلمين»، خصوصا وأن كل المعلومات كانت تشير إلى مغادرة كل قياديي حماس سوريا قبل اشهر طويلة، بسبب خلاف حاد مع القيادة السورية. وهذا الدعم تبدى لاحقا في تكتيكات المجموعات المسلحة، والتي اعتمدت تقنية قتالية تستخدمها حماس في غزة، وتعتمد على الاختباء والمناورة في مناطق ذات الكثافة السكنية.

ويرد كثر من المراقبين انخراط فلسطينيين بالأحداث السورية، أيضا لاختلاط مناطقهم بمناطق نازحين من الجولان السوري المحتل، ولا سيما في محيط مخيم اليرموك في دمشق، ومحيط مخيم درعا البلد في درعا. وثمة من يعتبر أن هذا الاختلاط شكل حالة الالتباس التي أحاطت بتعاطي الفلسطينيين مع الأشهر الأولى من الأزمة.

وبكل حال، سواء اختار الفلسطينيون طواعية، أم استدرجوا، إلى قلب الأزمة، بسبب عنف الدولة، كما يقول البعض، فقد نالوا ما ناله بقية السوريين منها. ووفقا لمصادر فلسطينية موجودة في دمشق ثمة مخيمات هجرت بالكامل في سوريا، في هجرة قسرية ثانية للهجرة الأصل، وتوزع أهلها على أماكن النزوح أو هربوا الى دول الجوار.

ومن بين هذه المخيمات مخيما درعا (درعا البلد ودرعا الطوارئ) الذي هجره كل سكانه، ويبلغ تعدادهم التقريبي 12 ألف شخص، يليه مخيم حندرات في حلب والذي تركه سكانه البالغ عددهم 8 آلاف، ولقي النيرب (28 ألفا) مصيرا مشابها في حلب، إلا ان عددا من سكانه لا زال مقيما رغم الاشتباكات، وفقا لما تذكر مصادر فلسطينية لـ«السفير».

وفيما بقي معظم سكان مخيمي حمص (18 ألف شخص) وحماه (12 ألفا) في مناطقهم السكنية، ظل مخيم الرمل (9 آلاف) في اللاذقية هو الأفضل وضعا بين باقي المخيمات، وذلك رغم استعار النار في محيطه في آب العام 2011 حتى التوصل الى تهدئة استمرت حتى اليوم.

وشهدت مخيمات في محيط دمشق ذات المآسي التي حفل بها الريف الدمشقي، وتأثرت بتأثر مناطقها من دون خصوصية كبيرة لبعدها الفلسطيني، ومن بينها مخيمات الست زينب (20 ألفا) والسبينة (24 ألفا) وخان دنون (13 ألفا).

وشهد مخيم خان الشيح على أطراف دمشق أيضا هجرة لسكانه بسبب الاشتباكات المحيطة به، إلا أن قسما كبيرا من سكانه البالغ عددهم 19 ألف شخص لا زال فيه. ويرى سفير السلطة الفلسطينية في سوريا أنور عبد الهادي ان «الكارثة الحقيقية الكبرى» هي التي لحقت بمخيم اليرموك، والذي يضم ما يقارب 200 ألف فلسطيني، نزح منهم ما يقارب 140 ألف شخص، وتوزعوا داخل البلد وخارجه.

ووفقا لأرقام «منظمة التحرير الفلسطينية»، كما يذكرها عبد الهادي لـ«السفير»، فقد نزح من سوريا ما يقارب 70 ألف فلسطيني، بينهم 50 ألفا أو أكثر «استقروا» في لبنان، و900 شخص فقط في الأردن، وحوالي ثمانية آلاف انتقلوا إلى أوروبا، فيما توزع القسم الأعظم على مناطق في سوريا. وثمة أيضا 1890 قتيلا فلسطينيا مسجلا لدى المنظمة حتى الآن، معظمهم قضى «عشوائيا». أما المفقودون، فان للفلسطينيين نصيبهم أيضا بعدد يقارب 2600 شخص.
ويرى عبد الهادي انه كان لهذا الرقم أن يكون مضاعفا، لولا قرار فلسطين «عدم التدخل في الوضع السوري»، خصوصا وأن «البلد أكرمنا حكومة وشعبا، ناهيك عن تجاربنا المأساوية في بلدان أخرى مثل لبنان».

توزعهم في سوريا

عموما، تستأثر دمشق بـ67 في المئة من مجموع اللاجئين الفلسطينيين، يقطنون في مخيم اليرموك وجرمانا والمزة وقبر الست وخان الشيح وسبينة، والنيرب. اما باقي المحافظات، فانهم يتوزعون على الشكل الاتي: في درعا 8 في المئة، وحلب 8 في المئة، وحمص 5 في المئة، وحماه 2 في المئة، واللاذقية 2 في المئة، و8 في المئة مسجلين في سجلات محافظة القنيطرة.

وتعود أصول 40 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى مدينة صفد، و22 في المئة من حيفا، و16 في المئة من طبرية، و8 في المئة من عكا، و5 في المئة من يافا، ومثلها من الناصرة، في حين تتحدر ما نسبته 4 في المئة من مدن الرملة واللد وبيسان، ومدن اخرى.

وعادة ما تتخذ التجمعات والحارات في المخيمات أسماء مناطق الموطن الأصلي في فلسطين، مثل حارة الطيرة في اليرموك، وأهل لوبية، وأهل بلد الشيخ، وأهل قرية عين غزال، أو أسماء عشائرية مثل عرب الهيب، عرب الشمالنة، عرب الزنغرية، وغيرهم، وتجري في تلك التجمعات الأحاديث عن العادات والتقاليد لدى الأهل التي سادت في منطقة المنشأ، سواء كانت قرية أو خربة أو مدينة أو مضربا.

المخيمات

÷ اليرموك: أنشئ مخيم اليرموك في العام 1957 على مساحة 211 ألف متر مربع لتوفير الإقامة للاجئين. وعلى الرغم من عدم الاعتراف به كمخيم، فإن «الأونروا» تخدم سكانه بالخدمات المقدمة لسائر المخيمات الأخرى. ويعد المخيم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويقع على مسافة 8 كيلومترات من دمشق، وداخل حدود المدينة. ويبلغ عدد سكان المخيم حوالى 170 ألف شخص.

÷ خان الشيح: أقيم المخيم في العام 1948، وعدد المنازل فيه يقارب الـ914، ويقع بالقرب من قرية خان الشيح على مسافة 27 كيلومترا جنوبي دمشق، على مساحة 69 ألف متر مربع، ويبلغ عدد سكانه حوالى 18 ألف شخص.

÷ خان دانون: أنشئ المخيم، الذي يقع على مسافة 23 كيلومترا جنوبي دمشق، بصورة رسمية في العام 1951، على مساحة 12 ألف متر مربع. ويعد خان دانون من أفقر المخيمات في سوريا، ويبلغ عدد سكانه حوالى 11 ألف شخص.

÷ جرمانا: يقع المخيم على مسافة 8 كيلومترات من دمشق على طريق مطار دمشق الدولي، وأنشئ في العام 1948 على مساحة 30 ألف متر مربع. ويضم مخيما رسميا معترفا به ومخيما غير رسمي، ويبلغ عدد سكانه 25 ألف شخص.

÷ الست زينب: أُقيم في العام 1968 على مسافة 15 كيلومترا من دمشق بالقرب من مقام السيدة زينب، ويبلغ عدد سكانه حوالى 20 ألف شخص.

÷ سبينة: يقع المخيم قرب مدينة سبينة، على مسافة 14 كيلومترا جنوبي دمشق، وهو أنشئ في العام 1948 على مساحة 27 ألف متر مربع في منطقة صناعية ناشطة. ويبلغ عدد سكانه 24 ألف شخص.

÷ درعا: يقع في منطقة درعا قرب الحدود الأردنية، وقد أقيم بين العامين 1950 و1952، على مساحة 39 ألف متر مربع، ويبلغ عدد سكانه حوالى 9 آلاف.

÷ درعا (الطوارئ): أنشئ في العام 1967 لحوالي 4200 لاجئ فلسطيني اضطروا إلى مغادرة محافظة القنيطرة في الجولان المحتل في أعقاب حرب حزيران العام 1967. ويقيم في القرى المجاورة للمخيم حوالى 12 ألف لاجئ فلسطيني، ويبلغ عدد سكان المخيم حوالى 7500.
÷ حمص: أنشئ مخيم حمص بين العامين 1948 و1949، داخل مدينة حمص، على مسافة 160 كيلومترا شمال دمشق، وعلى مساحة 150 ألف متر مربع. ويجاور المخيم جامعة البعث، ويبلغ عدد سكانه حوالى 17500 شخص.

÷ النيرب: يعد مخيم النيرب أكبر مخيم مسجل بشكل رسمي في سوريا، ويقع على مسافة 13 كيلومترا شرق مدينة حلب بالقرب من مطار حلب الدولي. وأنشئ المخيم بين العامين 1948 و1950، على مساحة 148 ألف متر مربع في الثكنات التي خلفتها قوات التحالف أثناء الحرب العالمية الثانية. ويبلغ عدد سكانه 26500 شخص.

÷ حندرات: هو أيضا من المخيمات غير الرسمية، ويقع على تل على مسافة 13 كيلومترا شمالي شرق حلب. وأنشئ المخيم في العام 1962 على مساحة 160 ألف متر مربع ، ويبلغ عدد سكانه حوالى 8 آلاف شخص.

÷ حماه: أُقيم المخيم داخل مدينة حماه، على مسافة 200 كيلومتر شمال دمشق. وهو أنشئ في العام 1950 على مساحة 60 ألف متر مربع مطلة على نهر، ويبلغ عدد سكانه حوالى 11 ألف شخص.

÷ الرمل: وهو من المخيمات غير الرسمية. ويقع مخيم الرمل داخل حدود مدينة اللاذقية. وأنشئ بين العامين 1955 و1956 على مساحة 220 ألف متر مربع، ويبلغ عدد سكانه 8500.

المصدر: السفير

 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.