ساحات انتفاضة الكرامة هي "colony" الصيف لأطفال المخيمات الفلسطينية
تقرير: هبة الجنداوي
صيدا- شبكة العودة الإخبارية
يُقال أنّ الحرب والقتال والفوضى لا تأتي على البشر فقط، بل حتى على الأحلام وبراءة الأطفال.. لكن، ماذا لو كانت تلك الفوضى هي فوضى منظَّمة وعفوية لأجل الكرامة؟ ماذا لو كانت على هيئة ثورةٍ شريفةٍ يتقدّمها الأطفال قبل الشباب والفتيات، مطالبين بالحقوق الإنسانية للاجئٍ يعيش بمخيم في بلدٍ عربيّ؟
في تلك الفوضى الأنيقة، تجد ساحات الثورة تغلي بالطاقات التي لا تنفذ، المُستمدةِ قوتها من الحق في العيش بكرامة، ومن تاريخ الفلسطيني الذي رفض الذلّ والخنوع وأعلنها انتفاضة على الاحتلال والظلم؛ مراتٍ لا تُحصى..
ففي الانتفاضة التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال الأيام الجارية؛ ضدّ قرار وزير العمل اللبناني حول إجازة العمل للفلسطينيين، والتي صرخ فيها اللاجئون من شمال البلاد إلى جنوبها "لا للقرار الجائر" "لا لتسوية القضية".. تصدّر الأطفال الانتفاضة بإرادتهم وكأنّهم يُعيدون مشاهد محمد الدرة، وفارس وعودة، والكثير غيرهم.. لتغدو ساحات الثورة في المخيمات هي "كولوني colony الصيف" لأطفال المخيمات.
لقد كان أطفال المخيم يبحثون عن طفولتهم "الضائعة" بين المنازل المتلاصقة ورصاص الفلتان الأمنيّ، إلاّ أنّهم اليوم وجدوا طفولتهم بين الشباب الثائر لأجل كرامته، وكأنّهم يشحنون هممهم لعامٍ دراسيٍّ جديد يطلبون معه العلم والتحرير..
ففي مخيم عين الحلوة في صيدا، يقول الطفل هادي حسن، لشبكة العودة الإخبارية «كعادتي كلّ صيف أذهب يومياً لإحدى الدورات الصيفية "الكولوني" في المخيم أقضي معهم أوقاتاً جميلة وممتعة، لكن هذا العام كانت الدورات الصيفية لنا مختلفة، استطعنا أن نعبّر فيها عن حبّنا ورغبتنا بالعودة إلى وطننا لنتعلّم ونعمل فيه».
هنا في الشوارع الثائرة في المخيمات تعلّم الأطفال ما لا تستطيع أيّ مدرسة أو دورة صيفية أن تعلّمهم اياه، تعلّموا أنّ الكرامة فوق أيّ اعتبارٍ آخر..