«الكمنجة» رمز جديد للصمود الفلسطيني!

منذ 7 سنوات   شارك:

بقلم د. عايدة النجار- الدستور 

قرأت خبراً عن مشروع « الكمنجاتي» لتعليم الموسيقى في المخيمات الفلسطينية لبعض الأصدقاء في جلسة دافئة، قال أحدهم: "قلبهم فاضي، مش وقته ..". وأخذ النقاش منحى الجد والمزح.

دافعت بشدة عن الفرح والأمل لوسيلة حياتية، تحاول إزالة الهم والغم لأهل المخيمات الفلسطينية التي يعيشونها دون نسيان ذاك الفردوس المفقود الذي يسرقه المحتل. يقول الخبر: «الكمنجاتي مشروع لتعليم الموسيقى في المخيمات الفلسطينية».

كنت قبل سنين علّقت على مشروع إبداعيّ آخر، هو تعليم الأطفال الفلسطينيين في بعض المخيمات في لبنان والضفة الغربية، «استعمال الكاميرا»، من أجل تصوير وتوثيق واقعهم الفقير وحياتهم اليومية، وكان الهدف تعليمهم مهنة قد تفيدهم في حياتهم العملية.

قلت، إنّ للمخيمات الفلسطينية خصوصية، حيث يعيش، «بشكل مؤقت في مكان مؤقت»، وحياة معيشية ونفسية مؤقتة حتى يعود لفلسطين. تأقلم اللاجئ مع التذمر المستمر غصبا عنه لأنه لاجئ. نجح هذا اللاجئ الفلسطيني في حياة عمرها سبعون عاماً فيها علم وفرته له مدارس ( وكالة الغوث) ومدارس الدول المضيفة، ونجح في نيل العلم، وتفوق مع أقرانه غير اللاجئين بالتخصصات التي تساهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ليسجل ريادات في حقول العلم والثقافة والاقتصاد والمال والبنوك.

عاش الفلسطيني قضيته السياسية التي كثيراً ما تكون «قميص عثمان» للعرب كما الغرب الذي خلقها وما يزال يتلاعب بها، فيوم يضعها على الأجندة، وأيام يهمشها كما هو الحال في أكثر الأحيان.

لم يتسنّ للطالب الفلسطيني أن يتعلّم الموسيقى ضمن منهاجٍ مدرسيّ صارم كبقية العلوم مع غيره من اللاجئين من الطلاب في البلدان العربية. فالموسيقى لكثير من هذه البلدان ليس لها أهمية كما في برامج ومناهج الدول الغربية التي تعلم مساق الموسيقى في مناهجها منذ الطفولة المبكرة. وقد انعكس ذلك على ثقافة المجتمع وبرز بين طلاب الغرب موسيقيون وممثلون ورسامون ورياضيون وابداعات أخرى حرة تصقل وتغني شخصية الإنسان وقد أصبحت مع مكملاتها من أكثر المهن دراً للمال.

يأتي مشروع «الكمنجاتي» الذي نحن بصدده كنوع من المشاريع الإبداعية التي أراها ضرورية وإن جاءت متأخرة «وبالصدفة» من رمزي أبو رضوان (37 عاماً)، الذي كان محباً للموسيقى منذ طفولته وهو يبيع الصحف وينظف الحدائق في رام الله. تمكن بدراسة الموسيقى في فرنسا بفضل سيدة اكتشفت موهبته وقد نجح بالتخصص في العزف على الكمنجة، التي تحمل اسم مشروعه الناجح «الكمنجاتي».

مشروعه منذ 2005 استقطب طلاب مخيمات لبنان والضفة الغربية وأصبح صوت الكمنجة يصدح في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) لتسعد الغارق في النغم أو المار في أزقة المخيمات. ولعل أنغام العتابا والميجانا التقليدية التي كان الأجداد يعزفونها على( الربابة)، واليوم على الكمنجة، ما يزيد حماسة الجيل الجديد في صنع اليوم والغد بالنغم والرقص وهم يتطايرون ويدقون بأرجلهم الأرض، يتحدون إسرائيل، بمواصلة القول «هذه أراضينا...».

إنّ صوت النغم الفلسطيني ما يثير إعصاب عسكر الحاجز والجدران التي يبنونها لمنع الصوت الجميل وصوت الكمنجة التي قد تصبح رمزاً جديداً يضاف للرموز الوطنية التي تغيظ إسرائيل، مثل المفتاح والمقلاع، والكوفية، والثوب الفلسطيني المطرز التي تعزز الهوية والتراث.

ولعلّ منع إسرائيل مؤخراً أعضاء من فرقة الكمنجاتي لإدخال الآلات الموسيقية لإحياء عرض إنشاد صوفي في المسجد الإبراهيمي لخير دليل على إحباط المشاريع الهادفة لإبقاء ذاكرة الثقافة الفلسطينية المتجذرة فيما تبقى من القرى والمدن الفلسطينية التي تحنّ لتراثٍ عريق يحمله مشروع الكمنجاتي الذي أقول: نعم إنّه وقته، ليبقى حياة الأمل والفرح!
 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.