الخريج حامد.. انتزع شهادة الهندسة من أنياب الوحدات الخاصة الإسرائيلية
في لحظة حقق فيها حلم حياته، يسترجع الخريج أحمد وليد حامد (23 عامًا) بذاكرته إلى الوراء قليلا، يتأمل تلك اللحظة العصيبة التي كاد أن يفقد فيها حياته.
والشاب أحمد من بلدة سلواد شرق رام الله، الذي هاجمته القوات الخاصة الإسرائيلية في مطلع انتفاضة القدس قبل نحو عامين، خلال مواجهات مع الاحتلال في محيط مستوطنة “بيت ايل”، وتعرض حينها لضربات وإصابات كادت أن تودي بحياته وأعلن حينها عن استشهاده بعد أن تم اختطافه إلى مكان مجهول.
لكن أحمد يقف اليوم بقامته بين جموع الخريجين في جامعة بير زيت حاملاً شهادته وقبعة التخرج، معلنا انتصاره على أولئك الذين حاولوا تصفية دمه حين غطى أرض المواجهات، قائلا :”أقول لهم رغم القتل والبطش والاعتقال، فأنا قد فزت بالمرتبة الثانية في الهندسة الكهربائية، وانتزعت شهادتي بعزيمتي بعد الله”.
ويحدث أحمد والابتسامة تعلو محياه :”لم أذكر حينها ما حصل لي لكثرة الضرب الذي تعرضت له، ووجت نفسي بعد ذلك في أحد المستشفيات الإسرائيلية، مكثت يومًا ونقلوني إلى التحقيق وبعدها لسجن “عوفر”.
ويضيف :”لم يلازمني اليأس ولا الإحباط رغم ما حل بي، فمقاعد الدراسة وميدان المواجهة لا يختلفان وفي كليهما صبر وعزم، رغم أن عائلتي كانت يومها تعيش على وقع استشهادي في تلك اللحظات”.
وعن شعور عائلته يحدث: “عاشت عائلتي أصعب أيام حياتها، فاعتقالي كان في ظرف قاس جدا ومشاهد الدماء على جسمي أمام الناس والشاشات، عدا عن أن الاعتقال من قبل قوة معروفة بتاريخها الأسود في التصفيات والاغتيال”.
ويتابع: “أفرج عني الاحتلال بعد خمسة شهور من الاعتقال، وعدت إلى جامعتي بهمة متجددة، وبعد ثمانية شهور، اقتحم الاحتلال منزلنا واقتادوني إلى تحقيق المسكوبية مكثت حينها أكثر من شهر وأفرج عني”.
ويعاود أحمد في حديثه إلى انتزاعه للبسمة رغم تكرار الاعتقال :”تبدد الخوف وتحول إلى فرح، واليوم يكتمل هذا الفرح ويتحول إلى فخر”.
أما والدته التي رفعت جبينها عاليا، مفتخرة بفلذة كبدها تقول :”إن شاء الله تستمر الأيام الحلوة والسعيدة وفرحتنا في أحمد ما إلها حدود”.
ويرى أحمد أن التحدي الآخر للاحتلال الذي حاول تأخيره عن التخرج، أنه استطاع بجد واجتهاد تكملة الفصول الدراسية واللحاق بزملائه الخريجين.
ويتطلع أحمد لدراسة الماجستير في الهندسة الكهربائية، رغم أنه حقق انجازا آخر بحصوله على وظيفة بعد تخرجه.
المصدر: رام الله ميكس
أضف تعليق
قواعد المشاركة