الصحفية الفلسطينية واختفاء الهوية "العبريّة" في صبرا وشاتيلا
![]() ![]() |
خاص شبكة العودة الإخبارية- بيروت
16-9-2019
إنّ من يقرأ تفاصيل الشهادات التي أوردها أكثر من مصدر، يُدرك مقدار الراحة والبرود الذي تمّت فيه مجزرة صبرا وشاتيلا على مدى ثلاثة أيام، ومهما حاول الاحتلال أن يتنصل من المسؤولية فإنه لن يكون مُقنِعاً في ذلك أبداً.
يقول أبو جمال المجدوب أحد سكان مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت، لشبكة العودة الإخبارية «عندما انتهت المجزرة التي حدثت على مدى ثلاثة أيام 15 و 16 و17 أيلول 1982، ودخل الصليب الأحمر والسكان والصحفيون، دخلتُ معهم وأخذنا نتجوّل في طرقات المخيم حيث الضحايا مرتمين في كلّ مكان في مشهدٍ لم أرَ له مثيل من قبل!».
فجأةً وجدتُ بطاقةً عليها رقم عسكري مكتوبٌ باللغة العبرية، مما يثبتُ بالدّليل القاطع أنّ من بين القتلة جنود إسرائيليين إضافة إلى ميليشيات لبنانية يمينية متطرفة.
لكن إحدى الصحفيات واسمها "ليلى شهيد" أرادت إقناع أبو جمال لتأخذ الهوية، ويضيف قائلاً «أنا فلسطينية مثلي مثلك بدي أعرضها على الإعلام عشان يعرفو إنو إسرائيل هيي لقامت بالمجازر.. صدقتها وأعطيتها الهوية، ووعدتني أن تأخذ نسخةً عنها من إحدى المكاتب المجاورة في الطريق الجديدة وتعيدها لي على الفور.. لكنها اختفت ولم أرها بعد ذلك أبداً، ولم أرَ الهوية تُعرض ولا على أي شاشة عربية أو أجنبية».
مع ليلى التي أصبحت اليوم سفيرة فلسطين في الاتحاد الأوروبي اختفى الدليل الحسّي القاطع على مشاركة الاحتلال في المجزرة حينها، وظلّت ذكرى الهوية متداولةً لكلّ من ينقل شهادة المجدوب منذ 33 عاماً.
المهم هنا أن لا ننسى نحن دم شهدائنا المسفوح في صبرا وشاتيلا.. أن لا ننسى من خان وغطّى عن الحقائق ومن لم يُحاسَب، والمهم أيضاً أن يظل آلاف شهداء صبرا وشاتيلا حافزاً لنا لمواصلة الكفاح حتى تحرير ترابنا الوطني السليب... كما قال أحد الناجين من المجزرة.