مدرسة "النبي صموئيل".. سجنٌ صغيرٌ يرتاده 15 طالباً فلسطينياً

منذ 9 سنوات   شارك:

هي ليست مدرسة، بل أشبه بأحد السجون الإسرائيلية التي تلتف حولها الأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية من كل اتجاه، فتنفّر الطلاب من منظرها بدلاً من أن تستقطبهم إليها.

مدرسة "النبي صموئيل" هي إحدى مدارس قرى شمالي غرب مدينة القدس المحتلة، الواقعة داخل قرية "النبي صموئيل"، التي هجّر الاحتلال أصحابها الأصليّين والشرعيين منها عام 1967، وفصلها الجدار العنصري عام 2011 عن القدس والضفة الغربية المحتلة، فلم يعد لأهاليها حريّتهم في التنقّل والعيش كأهالي قرى شمالي غرب المدينة الأخرى.

15 طالباً فقط يرتادون تلك المدرسة في كل صباح، والتي لا تشبه باقي المدارس المتعارف عليها، فلا هي مبنى كبير ولا تضم صفوفا كثيرة، إنمّا غرفة و"بركس" قد أُضيف حديثاً لها.

تقول السيّدة نوال بركات، وهي رئيسة جمعية نسوية في "النبي صموئيل"، إن الوضع التعليمي بالقرية هو "أحد المشكلات التي نعاني منها؛ فهناك نحو 40 طالباً يغادرون يومياً من منازلهم عبر حاجز الجيب العسكري شمالي غرب القدس للذهاب لمدارسهم في قرى مجاورة".

وتُضيف لـ"قدس برس" أن المدرسة التي تقع داخل القرية هي عبارة عن غرفة صغيرة و"كونتينر" لـ 15 طالب يتعلّمون معاً من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي، أي أن الصف الواحد يقسّم إلى قسمين أو ثلاثة.

وتوضّح أن تلك المدرسة ملتصقة ببؤرة استيطانية، ما يبعث على القلق الدائم لدى أهالي القرية خوفاً على أولادهم، رغم كل الأسلاك الشائكة التي وُضعت حولها والقضبان الحديدية الملتفة في محيطها.

وتتابع "تلك البؤرة تتحوّل مساء إلى ملهى ليلي من قبل المستوطنين خاصة أيام أعيادهم اليهودية، يتخلّلها أصوات صاخبة وحفلات خمر وغيرها، وهذا ما لا يقبله دين وعقل، ما يُثير استفزاز شبّان القرية، وأحياناً تقع مواجهات واشتباكات بالأيدي بين الطرفين".

قرية "النبي صموئيل" التي تبلغ مساحتها 4500 دونم، يعيش فيها نحو 250 نسمة فقط، وهي أعلى قمة في القدس، لكنّها تعاني بشدّة ليس فقط في القطاع التعليمي وإنما الصحي والاقتصادي والخدماتي؛ فلا السلطة الوطنية الفلسطينية قادرة على حل مشاكلها، ولا الاحتلال يترك أهاليها للعيش بحريّة فيها.

فقرية "النبي صموئيل" موجودة شمال غرب القدس، ويمكن الوصول لها دون حواجز عسكرية بالنسبة للمقدسيين، وبالتالي يُمكن لأهلها الوصول للمدينة المقدّسة بشكل طبيعي، لكن على أرض الواقع، يحرم الاحتلال أهاليها من ذلك، بحجة أنهم يحملون الهوية الفلسطينية، ولا يملكون تصاريح لدخول المدينة.

في المقابل، عندما يحاول أي من أهالي "النبي صموئيل" الدخول للضفة الغربية - رغم أنهم يحملون هوية فلسطينية - إلا أنهم يمرون عبر حاجز "الجيب"، وعندما يعودون منه لدخول القرية يتم فحص قائمة بأسمائهم كلٌّ بحسب رقمه وهويته، ولو نسي أحدهم هويته أو رقم بيته أو ما يُثبت سكنه في القرية، فلا يمكنه الوصول لـ"النبي صموئيل".

وتُشير بركات إلى أن معاناة العمّال والطلاب كبيرة جداً على هذا الحاجز، فلا يوجد أماكن للعمل في القرية، وكلّما حاول الشبّان بناء منشأة تجارية يستطيعون من خلالها إعالة أنفسهم وعائلاتهم، جاءت آليات الاحتلال لتهدم لهم ما بنوه بأيديهم وتعبهم، بحجة عدم الترخيص.

أمّا الطلاب فيعانون من عدم وجود مواصلات دائمة، إلى جانب عمليات التفتيش على الحواجز بشكل مستمرّ، وهذا ما يسبّب لهم حالة من عدم الارتياح، وقد يصل بهم الأمر إلى ترك مدارسهم.

يذكر أن في القرية معلم يعد واحدا من أهم المواقع التاريخية والدينية حول مدينة القدس الشريف، وهو مسجد النبي صموئيل - أحد قضاة بني إسرائيل- الذي تحوّل الطابق السفلي منه إلى كنيس يهودي يرتاده عشرات المستوطنين يومياً لأداء صلواتهم التلمودية، في الوقت الذي يفتقد فيه المسجد أصحابه.
 

المصدر: قدس برس 



السابق

نشطاء ألمان يحتجّون على مشاركة "إسرائيل" في معرضٍ ببرلين

التالي

"غزة سكاي جيكس" مشروع علمي يجمع مبدعي غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير