«قرية الشباب» مساحة فلسطينيّة للتعليم والترفيه ومقاومة الاحتلال
«قرية الشباب»، هو عنوان المشروع الشبابي المتكامل في الهواء الطلق، الذي اتخذ من قرية كفر نعمة القريبة من مدينة رام الله موقعاً له، وافتتح في شكل رسمي منذ قرابة الأسبوعين، بمبادرة من ملتقى شارك الشبابي وبدعم من الحكومة الألمانية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، على مساحة خمسة وثلاثين دونماً. وجاء ذلك في المناطق المصنفة «ج»، أي التي تخضع وفق اتفاقات أوسلو لسيطرة الاحتلال، ويسعى الفلسطينيون الى انتزاعها بحكم القوانين الدولية كونها أراضيَ محتلة في عام 1967.
وتهدف القرية الى الحفاظ على التنوع البيئي، وحماية التراث الطبيعي للأرض من أخطار المصادرة والاستيطان أو الاستغلال الخاطئ، وتوعية الشباب حول أهمية دورهم الحالي والمستقبلي في الحفاظ على الأرض، والتوازن البيئي، وتوفير بيئة طبيعية وممتعة لمجموعات الشباب من أجل ممارسة نشاطات مجتمعية وتعليمية وترفيهية ورياضية مختلفة.
وتعمل القرية أيضاً، على التثقيف والتعليم البيئي للشباب والأطفال وتعرضهم لتجربة التعايش مع الطبيعة، وتعزز مفهوم حماية البيئة والاستثمار البيئي الأخضر للحفاظ على التنوع البيئي والحيوي، حيث تحتوي القرية على مركز تعليم بيئي، ومركز مجتمعي لبناء القدرات، وفضاء رحب لممارسة الرياضة في الطبيعة، ومنطقة تخييم ومرافق سكنية، علاوة على ميادين للمغامرة والتحدي، بحيث يتم استغلال جميع المرافق ليحصل الشباب على مجموعة من المهارات الحياتية المتنوعة التي تشمل مهارات العمل الجماعي وفن التواصل مع الآخرين، ومهارات القيادة وتولي المسؤولية وإدارة الوقت.
وكانت القرية قدمت خدماتها خلال العام الماضي لما يزيد عن خمسة آلاف شاب وشابة، منهم قرابة ألفين وثمانمئة أمضوا أياماً من العمل التطوعي فيها، وعايشوا برامج التحدي والمغامرة والتعلم النشط.
وتقع القرية في أعلى تلة، ومن مرافقها «الحديقة البيئية التعليمية»، «الروسان»، «العلّية»، «بيت الشباب»، «المجلس»، «الكريصة»، «ظهر الدار»، و»كوخ القطاين».
وأكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، أن «قرية الشباب» ستكون ركيزة أساسية لـ»الرحلات المدرسية»، وأضاف: «هذه المحطة من أكثر المحطات تأثيراً في نفسي. أعترف بذلك، ففكرة إعادة التدوير، وحماية البيئة، واستخدام الطاقة البديلة أمر في غاية الأهمية، خصوصاً أن يأتي ذلك كله بمبادرة شباب يعيشون الأمرّين بسبب الاحتلال. ففي ذلك إصرار على الانتصار للحياة، والكرامة، والعزّة».
وقالت الشابة سيما العلمي، مديرة برنامج الشباب في صندوق الأمم المتحدة للسكان: «القرية تمثل مساحة للشباب ذكوراً وإناثاً للتفوق، والتخطيط، والمشاركة، والإبداع، والتعلم، والتأمل، والعيش في نمط حياة صحي، والتمسك بحقوق الإنسان التي يجب أن يتمع بها شباب فلسطين كبقية شباب العالم». وشددت العلمي على ضرورة «اعتماد مقاربة جديدة تشرك الشباب في عملية صنع القرار، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في فلسطين».
ولفت رئيس مجلس إدارة منتدى «شارك» الــشبابي، رتيبة أبو غوش، والفاعل في هذه المبادرة: «بنيت هذه القرية بـــسواعد الشباب الفلســـطينيين. هناك دعم من شركائنا، ونشكرهم عليه، لكن لولا إيمان شـــبابنا بقدراتهم وطاقاتهم، وانتمائهم الى وطنهم وأرضهم، وتطلعهم الى المستقبل لما كانت قرية الشباب».
ومن اللافت اليافطات المرفوعة في القرية، والتي تحاكي اللغة الحديثة والهادفة الى المكان، كتلك التي تدعو الى عدم محاولة اصطياد الأرانب، وعليها صورة أرنب وعبارة «لا تحاول أسرع منك»، وتلك الداعية الى عدم التعرض للغزلان فذيّلت بعبارة «هي قبلك هون»، فيما كان لسان حال اليافطة الرادعة لإشعال النيران يقول «لا تلعب بالنار»، أما الأشجار فـ»ما تجوزر عليها».
ويمضي الشبان والفتيات أوقاتهم في القرية بين ممارسة رياضات متنوعة، ومسابقات علمية، وحفلات سمر في الهواء الطلق، فيما يقومون بالطهي، وإعداد الخبز، بأنفسهم ويخوضون في نقاشات عفوية حول قضايا مجتمعية، وغيرها، والأهم تكوين صداقات جديدة، فيما بات يعتبره العديد من رواده مسكنهم الجديد.
المصدر: الحياة
أضف تعليق
قواعد المشاركة