طباخ من جنين يتقن فنّ إعداد الطعام منذ صغره

منذ 7 سنوات   شارك:

يستيقظ الطباخ رشاد عبيد (62 عاماً) من بلدة كفر راعي جنوب غرب مدينة جنين تمام السادسة صباحاً أو قبل صلاة الفجر بقليل ليبدأ مشواره في الطبخ، عائداً لبيته بعد الواحدة ليلاً، منهكاً ومتعباً لكن شعور الفرحة بما يعمله هو السائد على ملامحه دوماً، وهو الأخ الأوسط بين أسرته، علّم بقية أشقائه وكان ينفق على المنزل لسد حاجياتهم.

تلمح من بين عينيه فرحة صارمة وهو يحرك هنا اللبن أو ينتبه للأرز هناك، يعد الطعام بحب وكل شغف ليطلبه الجميع في فرحتهم الكبرى أي في حفل زفافهم، طعامه اللذيذ كان مكسباً للجميع.

بعد وفاة والده وهو في الصف السابع الأساسي اضطر للخروج من المدرسة لإعالة أسرته ومساعدة والدته في توفير مستلزمات حياتهم نظراً لأن عددهم ستة أفراد، فعمل في مطاعم الداخل المحتل كيافا والباقة، ومن هنا كانت حكايته.

مع إقامة جدار الضم والفصل العنصري بعد انتفاضة الأقصى عام 2000م لم يعد متاحا له ولغيري الدخول إلى المناطق المحتلة، فبدأ تنفيذ مشروعه الخاص وهو العمل طباخاً في الأعراس الفلسطينية.

منذ أكثر من 30 سنة بدأ مشواره في إعداد الطعام، عمل وأولاده في هذه المهنة الجميلة، وسرد حكايته قائلا: "كل بداية صعبة، ولما بدأت لم أكن أحتمل أكثر من عرس واحد في اليوم، بدأت بتعليم مهنة الطبخ لابني الأكبر سائد ذو ال 43 عاما ليصبح أيضا طباخا مثلي".

أصبحوا يقودون فرقتين في الأعراس، ويستطيعون التوازن بين أكثر من عرس خلال اليوم ذاته، حتى اصبحوا علما مشهورا على مستوى فلسطين، كان شعارهم منذ البداية الصدق والأمانة والإخلاص في العمل، فأحب الجميع طعامهم وأشادوا بنكهته اللذيذة وإتقانه الرائع.

المسخن الفلسطيني، والمنسف، والأوزي، والمقلوبة، والمشاوي بانواعها من اللحوم والسمك والدجاج هي الوجبات التي يعدها الطباخ الستيني رشاد بكل حرفية، إضافة للسلطات بانوا عها كافة وكل ما يطلب الشخص إعداده.

ما ميز رشاد هو إنتاج نوع محدد من اللحوم (ستيكات)، يقطعونها بأحجام متوسطة ثم يملؤنها بالجزر والفلفل الحار، ولا يجيد غيرهم من الطباخين عمل هذه النوع من اللحوم كما يروي رشاد.

ومن إحدى الحكايات التي لا زال يستذكرها الطباخ رشاد، أن من يزود الأعراس بمواد الطبخ بدلاً من إحضاره الملح، جلب كربونة لكن انتبه لذلك بسرعة قبل أن يضعها في الطعام.

خبرته الطويلة، وسنينه العديدة التي مارسها في هذه المهنة كانت بمثابة حكاية فرح له، ولا زال يصحو باكراً ليستقبل يومه ويدخل البهجة لقلب عريس جديد في بلدة ما.
 

المصدر: الفجر



السابق

دعواتٌ عالمية لمقاطعة مهرجانٍ موسيقي في برلين لمشاركة "إسرائيل"

التالي

منظمة دنماركية تختار والدة طفل فلسطيني أسير سفيرةً لها


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون