مجزرة تل الزعتر.. مجزرة لا تُنسى وجريمة لا تُغتفر
شبكة العودة الإخبارية – إبراهيم ديب
بعد أن هجّرتهم حروب الاحتلال الإسرائيلي ومجازره، وأبعدتهم عن أرضهم وذويهم، لجأ شعبنا إلى عدة بلاد في الشتات بهدف الحصول على الأمن والأمان
ولكن حصل غير المفترض، فسفكت دماء شعبنا في أكثر من بلد، لكن أبرزها كان في عام 1976 في مخيم تل الزعتر، بعد حصار الجوع والعطش الذي استمر ٥٢ يوماً.
من منّا لم يسمع بمخيم تل الزعتر؟ هذا المخيم الذي كان رمز للصمود والتحدي، تأسس عام 1949، ويقع في القسم الشرقي لمدينة بيروت، ومساحته تبلغ كيلومتر مربع واحد.
بلغ عدد السكان 20 ألف نسمة، كانوا يعيشون في كيلو متر واحد، حاصرته ودمرته القوى الانعزالية من اليمين اللبنانية، فقُصف المخيم في بين ٢٢ حزيران و١٢ آب من عام 1976 بنحو 55 ألف قذيفة.
و قامت المليشيات اللبنانية باستباحة الأعراض وقتل الآمنين العزَّل في حرب على المخيم دامت 52 يوماً، اننهت بمجزرة كبيرة يوم سقوط المخيم.
كانت حصيلة هذه المجزرة حوالي 4000 شهيد، من الرجال والأطفال والنساء، وسلبت الأموال وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
تهجّر أهالي مخيم تل الزعتر مرة أخرى بعد النكبة الكبرى عام 1948، وفي حديث مع المدير العام لمؤسسة العودة الفلسطينية ياسر علي قال بأنّ "أغلب أهالي مخيم تل الزعتر نزحوا داخل المناطق اللبنانية لكن الغالبية كانت نحو منطقة الدامور، وقسم آخر هاجر إلى ألمانيا".
وأضاف الأستاذ ياسر بأن "التواصل ما زال مستمراً مع أهالي مخيم تل الزعتر حتى هذا اليوم"، المخيم الذي تعرض لنكبات متعددة وبقيت الذاكرة محفورة في عقول الصغار.
لم يبقَ من المخيم سوى ذاكرة أهالي مخيم تل الزعتر، حيث قامت الجرافات التابعة للمليشيات بجرف المخيم والقضاء على بصيص الأمل الذي كان يعيش الناس عليه من أجل العودة إلى مخيمهم، الذي روت أرضه دماء شهدائه.
لم ينسَ الصغار، الكبار ماتوا وماتت ذاكرة المخيم معهم، هذا المخيم الذي يرمز إلى حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنه فلسطين.
ذاكرة مخيم تل الزعتر ستبقى عنواناً للصمود والتحدي، هذا المخيم الذي نزح أهله من فلسطين على أمل العودة القريبة، لكن آلة الظلم والبطش والإجرام قضت على هذا الحلم الذي زاد الجرح نزفاً، وستبقى لعنة الصغار الذين أصبحوا كباراً تطاردهم حتى آخر يوم، حتى نقبل فيه ثرى الوطن الطاهر الذي يجسد من العمليات البطولية في غزة ونابلس الجريحتين.
أضف تعليق
قواعد المشاركة