شبكة العودة الإخبارية

تبرز في هندوراس شخصية إعلامية وسياسية لافتة تعود أصولها إلى فلسطين، إذ يخوض سلفادور نصر الله مجدداً السباق نحو الرئاسة، مستنداً إلى حضور شعبي واسع وتجربة ممتدة في العمل العام. ويعدّ نصر الله من أكثر الشخصيات المعروفة في البلاد، وقد اشتهر بلقب “سيد التلفزيون” نتيجة مسيرة إعلامية تجاوزت أربعة عقود.

وُلد نصر الله عام 1953 في العاصمة تيغوسيغالبا لأسرة تنحدر من أصول فلسطينية قدمت إلى أميركا اللاتينية في بدايات القرن الماضي. أمضى طفولته في شمالي هندوراس، قبل أن يعود إلى العاصمة لإتمام دراسته الثانوية. لاحقاً انتقل إلى تشيلي حيث حصل على دبلوم في الهندسة المدنية الصناعية، وتابع دراسته العليا لينال درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

بدأ نصر الله مسيرته الإعلامية وهو في الثالثة عشرة من عمره عبر الإذاعة، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون مطلع الثمانينيات، ليصبح أحد أشهر مقدّمي البرامج الرياضية والترفيهية. وقدّمه ظهوره الدائم على الشاشة كوجه مألوف للهندوراسيين، ولاحقاً كصوت ناقد للفساد والطبقة السياسية التقليدية.

دخل نصر الله عالم السياسة عام 2011 بتأسيس حزب "مكافحة الفساد"، وخاض انتخابات 2013، ثم برز بقوة في انتخابات 2017 التي شهدت جدلاً واسعاً بعدما أشارت النتائج الأولية إلى تقدّمه، قبل أن تتغيّر النتائج لصالح خصمه بعد تعطل نظام الفرز، وهو ما دفع منظمات دولية للمطالبة بإعادة الاقتراع.

واصل نصر الله مسيرته السياسية بتأسيس حزب جديد عام 2019، ثم تحالف مع زيومارا كاسترو في انتخابات 2021، ليشغل لاحقاً منصب نائب رئيس الجمهورية لمدة عامين قبل أن يستقيل استعداداً للترشح للرئاسة في انتخابات 2025.

يحمل نصر الله اليوم خطاباً يركّز على مكافحة الفساد وإصلاح النظام السياسي، فيما تتابع الجالية الفلسطينية والعربية في هندوراس حملته باعتباره واحداً من أبرز أبناء الهجرة الفلسطينية في أميركا اللاتينية.