تضافر غير مسبوق للتنظيمات الفلسطينية والإسلاميين

«الخطة الخامسة»: عين الحلوة.. خريطة طريق لأمن المخيّمات

منذ 11 سنة   شارك:

مارلين خليفة - السفير: تقلصت أنشطة الإرهابيين في لبنان منذ شباط الفائت، لكنها لم تنحسر. التبدّل الميداني الذي فرضته معركة القلمون، انعكس تبدّلا في استراتيجية هؤلاء الذين استكانوا فترة زمنية لدراسة طرق جديدة لخرق الأمن وللتخطيط لعمليات تفجير تستهدف هذه المرة شخصيات أمنية.

واكب العقل الأمني اللبناني تعرّجات هذا التفكير الإرهابي، وخلص نتيجة التحليلات الى أن الإرهاب قد يعتبر المخيمات الفلسطينية بيئة مؤاتية يمكنها أن تحتضن القيام بعمليات في الأراضي اللبنانية. ومنذ ستّة أشهر استشعر العقل الأمني المعني مخاطر الانقسام الحاصل داخل حركة «فتح»، وتحديداً بين السلطة الفلسطينية ورئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق محمد دحلان، وهو ما رفع نسبة التوتّر الأمني، خصوصاً في مخيّم عين الحلوة الذي يتصدّر قائمة المخيمات الفلسطينية نظراً الى الكثافة السكانية فيه والتي تبلغ نحو 75 ألف نسمة ضمن بقعة جغرافيّة لا تتجاوز الكيلومتر الواحد.

شكّل هاجس انعكاس وضع مخيّم عين الحلوة على المنطقة المحيطة، وتحديداً مدينة صيدا التي تعتبر خطّ التواصل بين بيروت والجنوب ومسلكاً لقوات «اليونيفيل»، حافزاً إضافياً لحماية المخيّم من عبث الإرهاب، خصوصاً أنّه في بداية الصراع السوري استخدمت بعض المخيمات اللبنانية لدعم بعض الجماعات في سوريا، ولكنّ الموضوع انحسر حاليّا بشكل ملموس نتيجة تطوّرات الوضع السوري في اتجاهات معينة، واكتشاف الفلسطينيين أن تدخّلهم ليس فعّالا ولا طائل من الانجرار الى صراع مماثل.

هذه العوامل كلّها، معطوفة على وضع اجتماعي واقتصادي ومعيشي رديء، تشكّل وحدها صاعق تفجير قد يضغط عليه أصحاب النيات المبيّتة.

صحيح أنّ القوى السياسيّة الفلسطينية في المخيم، خصوصاً حركة «فتح»، تعي جيّدا مخاطر الانغماس في هذا المحظور، لكنّ الوعي السياسي ينبغي أن ترافقه خطّة أمنية ميدانية.

والخطّة الجديدة التي ستطبّق قريباً تقع في الترتيب الخامس في سجّل الخطط المشتركة بين الأمنين اللبناني والفلسطيني (بين عامي 2005 و2013)، ويبدي المعنيون بالخطّة تفاؤلهم بأنّ «الخامسة ثابتة».

مردّ هذا التفاؤل يعود إلى التضافر غير المسبوق للفصائل الفلسطينية المختلفة، وهي منظمة التحرير الفلسطينية و«التحالف الفلسطيني» من جهة ثانية، بالإضافة الى القوى الإسلامية الأخرى.

التزام فلسطيني صريح

«توحّد هذه القوى يبشّر بالخير»، يقول مرجع أمني معني مباشرة بالملفّ الفلسطيني لـ«السفير». هذا التفاؤل مردّه أيضاً الى إعلان هذه الفصائل التزاماً صريحاً بالمشاركة بالخطّة العتيدة وبتقديم الدّعم اللوجستي لها بدءاً من مخيّم عين الحلوة، تمهيداً لانسحابها على بقية المخيمات الفلسطينية في بيروت والضاحية الجنوبيّة وصولاً الى الشمال.

أما قيادة هذه الخطة فستكون بيد مسؤول من منظّمة «فتح» التي تترأس القوى الأمنية داخل المخيمات وقد شكّلت له قوّة عسكرية تمثّل التنظيمات كلّها.

أعطت المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية الأخيرة دفعاً للخطّة، فأبعدت الفرقاء المعنيين عن اتباع المزايدات السياسية وسهّلت عملية التوحّد، حتى قضية المطلوبين المتوارين داخل المخيم ستعالج بالتنسيق مع الدولة.

لا مناطق محظورة ستعترض «الخطّة الخامسة»، ولن تخرج من إطارها منطقة «تعمير عين الحلوة» أو سواها، لأن الجميع شريك في القرار ومشارك في الخطّة الأمنية. ولعلّ تعداد المشاركين يكفي لضمان تنفيذ الخطة من دون اعتراضات. فـ«عصبة الأنصار» و«أنصار الله» وحركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الحركة الإسلاميّة المجاهدة»، جميعهم وضعوا تواقيعهم على «الخطة الخامسة»، ويبقى التطبيق رهن الإشارة السياسية اللبنانية التي تناقش الخطة في الكواليس.

ولعلّ السؤال البديهي عن «القناعة الفلسطينية» المفاجئة بضرورة وضع خطّة موحّدة تضمن أمن «عين الحلوة»، هو عن كيفية إقناع هذه القوى المتنافرة والمتضاربة المصالح وذات الارتباطات المختلفة، بالتعاون في ما بينها ومع الدولة اللبنانية وقواها الأمنية؟

قدّمت المراجع الأمنية المختصّة سببين للفلسطينيين: الأول، أن الخطّة تصبّ في مصلحة أمن الشعب الفلسطيني. والثاني، أنّ أيّ توتّر داخل المخيّم نتيجة الصراع الداخلي سيؤدي الى تدميره وتهجير أهله، ولم يكن أحد في المخيّم مستعدّاً لتحمّل مسؤولية السيناريو الأخير.

عرقلة لوجستية استجدّت أخيراً، فانتظر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزّام الأحمد للوصول الى لبنان، ويبدو بأن المسألة حلّت وسترى الخطّة الأمنيّة النور قريباً بمعيّة القوى الأمنية للتحالف وفصائل منظمة التحرير المشاركين فيها.
البداية ستكون في عين الحلوة، وسيكون نجاحها سبباً لتمدّدها في اتجاه بقية المخيمات: في برج البراجنة وشاتيلا والبداوي...

علماً أنه بعد صعود مستوى التطرّف بفعل حوادث العراق الأخيرة، فإنّ الخطّة الأمنية ستساعد على رفع نسبة السيطرة الأمنية اللبنانية بشهادة القوى الفلسطينية جامعة، خصوصاً الإسلامية منها.

 



السابق

الأحمد يعود إلى رام الله.. والقوة الأمنية لم تنتشر في مخيم عين الحلوة!

التالي

قهوجي يستقبل وفداً فلسطينياً وبحثا أوضاع اللاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير