كشف مسؤول رفيع المستوى في حركة فتح« لـ»المستقبل» ان خطوات عملية وميدانية على صعيد تفعيل القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة وتعميمها على مخيمات في الجنوب وبيروت، ستبصر النور في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بالتنسيق مع السلطات اللبنانية المختصة، وبعدما اثبتت القوة الأمنية المشتركة جديتها ونجاحها نسبيا في ضبط الوضع الأمني في المخيم، محصنة بغطاء واجماع سياسي وشعبي فلسطيني ودعم وتشجيع من الفاعليات السياسية والدولة اللبنانية .

اضاف هذا المسؤول، ان اولى واقرب هذه الخطوات ستكون خلال الأسبوعين القادمين تنظيم دورة عسكرية في مخيم الرشيدية تشارك فيها مختلف فصائل منظمة التحرير من اجل تخريج حوالي 175 عنصرا لتوزيعها على ثلاث «قوات» امنية فلسطينية مشتركة: القوة الموجودة في عين الحلوة لتفعيلها وزيادة عديدها، وقوتين مماثلتين في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا في بيروت، فضلا عن تشكيل قوة رابعة لمخيم المية ومية. على ان تكون جميعا بإمرة قيادة واحدة وتحت اشراف اللجنة الفلسطينية العليا لأمن المخيمات والتي تتشكل من مختلف فصائل المنظمة وقوى التحالف والقوى الاسلامية وانصار الله .

وبحسب اوساط فلسطينية مطلعة، فان تفعيل القوة الأمنية في عين الحلوة وتعزيز باقي المخيمات بأطر امنية موحدة مشابهة، يعد امرا ملحا واولوية بالنسبة للقوى الفلسطينية على اختلافها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، ومن شأنه ان يحمي المخيمات ولبنان من اية اختراقات امنية لها، او عبرها للجوار اللبناني.

وتوقعت الأوساط نفسها في هذا السياق زيارة قريبة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومنظمة التحرير ومسؤول الملف اللبناني في السلطة الفلسطينية، عزام الأحمد، الى لبنان لمتابعة تنفيذ هذه الخطوات الى جانب العناية التي يوليها لترتيب وتحصين البيت الفتحاوي الداخلي .

شحادة والأمن الوطني

من جهة ثانية، وفي اطار لقاءاتهم مع المسؤولين الأمنيين في الجنوب، زار قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب على راس وفد فتحاوي، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة في مكتبه في سراي صيدا الحكومي. وضم الوفد الى جانب ابو عرب، نائبه اللواء منير المقدح ورئيس غرفة العمليات في قيادة الأمن الوطني قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة العميد خالد الشايب وامين سر حركة فتح في منطقة صيدا العقيد ماهر شبايطة.

وبحسب مصادر فلسطينية مواكبة لهذه الزيارة، فان البحث تناول وبشكل دقيق الوضع الأمني في مخيمات الجنوب عموما ولا سيما عين الحلوة ودور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في ضبط الأمن وحرص كافة الأفرقاء في المخيم وعلى الساحة الفلسطينية في لبنان على تحييد المخيمات وعدم استخدامها من اي طرف او في اي نزاع كان.

وبالمقابل، نوه شحادة بالجهود التي بذلتها ولا تزال القوى الفلسطينية من اجل تثبيت اجواء الهدوء والاستقرار في مخيم عين الحلوة، مشددا على اهمية التنسيق والتواصل مع السلطات اللبنانية، لأن الهم الأمني وواحد ومشترك في هذه المنطقة.

المصدر: المستقبل ـ رأفت نعيم