طلاب المخيمات في لبنان: لهذه الأسباب لم نتمكن من اكمال دراستنا

منذ 11 سنة   شارك:

"...كان نفسي أصير شي بالمجتمع.. وأرفع راس أهلي وبلدي، بس للأسف العلم صار بس للطبقة البرجوازية"..
بهذه الكلمات إختصرت منى معاناتها، فقصتها، كغيرها من قصص اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين لم تتح لهم الفرصة لاستكمال تعليمهم، حلم منى وغيرها من الطلاب في مخيمات اللجوء، لم يكن سوى إكمال التعليم الجامعيّ، خاصة وأن نسب الطلاب المتفوقين في المراحل الإبتدائية والثانوية في المدارس المخصصة للفلسطينيين في لبنان، تعد مرتفعة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب.
تشرح منى معاناتها لـ"نشرة الجهاد"، وتقول: "لقد كنت من الأوائل في صفي، وكنت أحب مادة الرياضيات بشدّة، ونويت أن أدرسها في الجامعة، إلا أن الظروف كانت أقوى من طموحاتي".
فهي لم تجد أحدًا لمساعدتها في الدخول إلى جامعة خاصة، فقررت الدخول إلى الجامعة اللبنانية، ولكن، حتى في الجامعة الأم، التي من شأنها احتواء كافة الطبقات الإجتماعية، لم يتم قبول منى، وبحسب شرحها، فهي لم تمتلك "الواسطة" الكافية من أجل الدخول إلى الجامعة الوطنية.
منى الآن تمضي وقتها في المنزل، تساعد أمّها التي تعمل طوال النهار كي تسدّ أقساط جامعة أختها الصغرى، متسائلة: "لست أدري لماذا يحتّم على الفلسطيني أن يكون بحاجة للآخرين دائماً.. وأن يستجدي المال من أجل العلم.. أليس العلم حقّا للجميع؟!".

"تخرجت بلا شهادة"
صورة أخرى من الألم الفلسطيني في المخيمات، هبة لاجئة في مخيم برج البراجنة، أمها كادت تستجدي المال من أجل أن تكمل هبة علمها.
"أنهيت دراستي الجامعية الفصل الماضي، ولكن لن يعطوني شهادتي حتّى أدفع جميع المستحقات!" بنبرة بائسة، توضح منى لـ"الجهاد" كيف تحتفظ جامعتها بشهادة التخرج، بسبب عدم دفع جميع المستحقات، فبالإضافة للديون، والدا هبة لا يعملان، ولا معيل لعائلتها سوى مبلغاً ضئيلاً تتقاضاه من وكالة "الأونروا".
وهكذا، حتى لو أرادت هبة العمل، لن تستطيع، لأنها لا تملك شهادة جامعية على الرغم من أنها أمضت سنوات أربع تجرّ سحاب يومها من وإلى الجامعة، وتسهر الليالي علّها تنال العلا.. ولكن دون فائدة.

أنا إبن مخيم
كان يحلم بأن يصبح مهندسًا معمارياً لكن الظروف حالت بينه وبين حلمه ليصبح مجرد بائع، بلال حسين، قصته لا تختلف عن الباقين.
"أنهيت صف الثاني عشر بتقدير جيد، وظننت أن هذا التقدير وعلاماتي المرتفعة سيؤمّنان لي منحة جيدة في جامعة مرموقة من جامعات لبنان، كنت أود أن أصبح مهندساً معماريًا، وبشدّة"، يتابع بلال:"لكن لم يساعدني أحد، طرقت كل الأبواب، لكن أحداً لم يعرني أيّ إهتمام، لا أدري ربما يجب علي أن أكون ابن مسؤول ليصبح لي إعتبار، وأنا إبن مخيم..".
درس بلال المحاسبة في سبلين، والآن يعمل في مكتبة "فيركو" في بيروت مقابل $500 شهرياً، ويتساءل بلال متأثراً: "دائماً يأتي إلى المكتبة تلاميذ جامعيين يدرسون الهندسة ليأخذوا حاجياتهم.. أحياناً أتألّم لرؤيتهم. هل لأني ابن مخيم يجب أن أكون أقلّ حظاً من غيري؟"

الظروف القاسية
أمّا هيفاء فقصة مشابهة بأحداث مختلفة، تخرجت من المدرسة، وقدّمت شهادتها لجهات عدة، علها تجد من يساندها في الأقساط الجامعية، ولكن دون جدوى..
"إضطررت للعمل في مطعم للوجبات السريعة، حتى أسدّد أقساطي، كنت أضطر للبقاء في العمل أحياناً حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، فلم أجد وقتاً كافياً لأدرس، مما أثّر على علاماتي الجامعية، تقول هيفاء لـ"الجهاد".
الآن توقفت عن التعلّم، وتكمل حياتها كعاملة في مطعم الوجبات السريعة، لتساعد أهلها ولأنها فقدت الأمل من التعليم الجامعي، لا تجد هيفاء سبيلًا آخر لمتابعة حياتها، سوى باستكمال عملها.
العشرات من أمثال "منى" و"هبة" و"هيفاء" و"بلال" في كلّ مخيمات لبنان، كانوا يطمحون بأن يصبحوا أشخاصاً ناجحين في المجتمع، وأن تكون لهم مكانة مرموقة، إلا أن الظروف كانت أقسى وأصعب، حالت بينهم وبين أحلامهم.
ويبقى السؤال هنا: على من تقع مسؤولية الشباب الذي لا يستطيع أن يجد إلى التعليم الجامعي سبيلاً؟ أليس العلم سلاحًا لتحرير الوطن؟ إذاً لماذا بتنا نُجرّد حتى من هذا السلاح؟!

المصدر: نشرة الجهاد

 



السابق

الاهلية والشعبية" تقفلا مدرسة "عين العسل" في الرشيدية‏

التالي

"فلسطين” فرع مخابرات وعنوان لتصفية اللاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير