بمخيم عين الحلوة.. الريشة تنتصر على الإعاقة

منذ 11 سنة   شارك:

 العربي الجديد- انتصار الدنان: لا تختلف قصة سليم أبو ليلى من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بلبنان، عن غيرها من قصص الأشخاص المعوقين، إلا أنه رغم ظروف الحياة الصعبة في مخيمات اللاجئين، تمكن من تحقيق بعضا من أحلامه، ليواجه الكثير من العقبات في حياته بسبب إعاقته من جهة، ونظرة المجتمع له من جهة أخرى.

فأبو ليلى، وبالرغم من معاناته، لم يستسلم لواقعه اليوم، يعتبر نفسه ناجحاً، وقد حقّق أحلامه الصغيرة. فتزوّج، ووجد عملاً، وأصبح من بين الفنانين المشهورين في المخيم برسمه على "الزجاج والمرايا".

يبلغ أبو ليلى 35 عاماً. يعاني من ضمور في عضلاته منذ الولادة. حتى أن شقيقته الصغرى عانت الأمر نفسه. قصدا الكثير من الأطباء الذين أجمعوا على أن المرض وراثي، بحكم صلة القربى التي تجمع والديهما، مع ذلك، سعى الأهل جاهدين إلى علاجه، حتى أنهم ذهبوا إلى فلسطين؛ لكن جدته رفضت بقاءه هناك وحيداً بعيداً عن عائلته.

يقول أبو ليلى: "بعد مرحلة طويلة من العلاج، أدخلني أهلي إلى المدرسة، وبقيت فيها حتى الصف الخامس أساسي. كنتُ أكره التعليم وأرفض الذهاب إلى المدرسة، بسبب العبارات المسيئة بحقي التي كنت كثيراً ما أسمعها".

يضيف: "واجهتني صعوبات كثيرة في حياتي، كان الأولاد يسخرون مني، وفي أحيان كثيرة، يقومون بتقليدي، صرت أخشى الخروج من البيت، في البداية، دخلت إلى مدرسة خاصة بالأشخاص المعوقين، إلا أنني اضطررت إلى تركها لأن صفوفها محدودة، بعدها، انتسبت إلى معهد لتعلم القراءة والكتابة".

يتابع أبو ليلى: "عام 2000، بعدما قضيت وقتاً طويلاً في عزلتي، انتسبت إلى مؤسسة الكرامة". يقول: "في هذا المكان، أشعر بالراحة. بات لي الكثير من الأصدقاء".

ويضيف: "أحببت أن أتعلم مهنة، بخاصة الرسم على الزجاج، لم يكن الأمر سهلاً في البداية، إذ لم أكن قادراً على الإمساك بالريشة، لكنني أصريت، ونجحت". واليوم بتّ قادراً على الرسم على الزجاج بالرغم من بعض الصعوبات. حتى أنني أتفنن في انتقاء الألوان، أفضل الرسم على المرايا، التي غالباً ما تباع في المعارض"، لافتاً إلى أن "أعمالنا تخطت الحدود اللبنانية".

ويوضح أبو ليلى، لصحيفة "العربي الجديد"، بالقول: "بالإضافة إلى الرسم، حلمت أيضاً بالزواج، وهذا ما حصل، كما أنني أحب عملي، عدا عن الرسم، أبيعُ البطاقات الخاصة بـ "تشريج" الخطوط الخلوية، لدي زبائني وعلاقتي جيدة مع الناس".

بقي لديه حلم واحد، وهو أن يصبح أباً، يقول: "تزوجت منذ خمس سنوات، وأحب أن أرزق بطفل.

ومخيم عين الحلوة مخيم للاجئين الفلسطينيين، يقع جنوب لبنان، ضمن مدينة صيدا الساحلية، والتي تعتبر عاصمة الجنوب اللبناني، تبلغ مساحته حوالي كيلومتر مربع واحد، وعدد سكانه نحو 80 ألف نسمة، ويعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث عدد السكان.

ومعظم ساكني المخيم من اللاجئين الفلسطينيين الذي هجروا في العام 1948 من قرى الجليل في شمال فلسطين. ويضم المخيم 8 مدارس، وعيادتين للأونروا، بالإضافة إلى مستشفيين صغيرين للعمليات البسيطة.



السابق

ام الفحم تتظاهر نصرة للاقصى ودماء الشهداء

التالي

41 لاجئًا فلسطينييًا قضوا خارج سوريا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

ياسر علي

تقرير: لقاء شعبي في عين الحلوة يناقش الأزمة التربوية في مدارس الأونروا مشاركون يحذرون من انهيار العملية التعليمية ويدعون إلى تحرك موحَّد

شهد مخيم عين الحلوة لقاءً شعبياً موسعاً، وذلك لمناقشة الأزمة التربوية المتصاعدة داخل مدارس وكالة الأونروا. شارك في اللقاء ممثلون ع… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير