مع حلول الذكرى 38 ليوم الأرض، تجسد أسماء بلاسمة "أم حسن" نموذجا حيا لرسوخ الإنسان الفلسطيني فوق أرضه، وتشكل حالة من الصمود والتحدي في مواجهة قطعان المستوطنين لاستنزاف وسرقة الأرض الفلسطينية؛ رغم كونها بقيت لوحدها في عزبة أبو بصل بعد رحيل زوجها قبل عدة أشهر.

وتقول "أم حسن" لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الأرض هي حياتنا وتاريخنا وتراثنا وحضارتنا؛ فهي كل شيء، وسأبقى هنا صامدة في عزبة أبو بصل، رغم الزحف الاستيطاني والتهديد بالطرد، والذي يهدد أيضا بسرقة ما تبقى من العزبة وما حولها".

وعن وجودها في العزبة، قالت: "هنا كانت عشرات العائلات تزرع وترعى الأغنام، والكل يحيا ويعيش بهناء وسلام، إلى أن جاء الاحتلال والمستوطنون، وأخذوا يصادرون ويضيقون على الجميع، فلم يبق في العزبة إلا أنا وأبو حسن منذ 55 عاما، وتوفي أبو حسن في كانون الأول من العام الماضي، وأنا سأبقى بعون الله لوحدي صامدة ولن أغادر العزبة".

"أم حسن" وبرغم تجريف الاحتلال لجزء من العزبة وهدم أجزاء أخرى خلال انتفاضة الأقصى، واستشهاد ابنها محمد، الذي وصفته صحافة الاحتلال وقتها بأنه التلميذ السادس ليحيى عياش؛ بقيت فيها ولم تغادرها.

وفي ذلك تقول: "ابني محمد بلاسمة استشهد هنا، وسألحق به، وسأبقى في العزبة حتى لو كنت لوحدي، وحولي المستوطنون، فأنا لا أخشى سوى الله حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا".

وترفض الحاجة بلاسمة تكرار الاحتفال بيوم الأرض عبر إلقاء الخطابات، فبنظرها "زراعة شجرة زيتون، والعناية بالأرض، والصمود والثبات أمام قطعان المستوطنين أفضل من جميع الخطابات، والعتب كل العتب على من يتفرج علينا ولا يقوم بدعم المناطق المهمشة، والمناطق المهددة بالمصادرة".

وتحيط بعزبة أبو بصل ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وهي مستوطنة "اريئيل؛ التي تقسم إلى "اريئيل" السكنية، و"اريئيل" الصناعية، حيث إن المصانع لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن العزبة، وجرى في وقت سابق تجريف محيط العزبة لتوسعتها.

وعن عمليات التجريف، تقول "أم حسن": "المستوطنون وضعوا علامات وإشارات في عدة أماكن حول العزبة، والمساحين أتوا أكثر من مرة، وجرافات الاحتلال فتحت الطرق منذ سنوات حول العزبة، وكل الأرض حولنا، يقولون إنه سيتم مصادرتها".

وتعتب "أم حسن" على المسئولين وقيادات الفصائل، وتقول: "القيادات أشبعتنا خطابات، دون دعم حقيقي ملموس إلا ما ندر، وأسالهم: ألم يحن وقت العمل، وتعزيز صمودنا فوق هذه الأرض الطيبة التي رويناها بدمائنا!؟".

يشار إلى أن 23 مستوطنة تحيط بمحافظة سلفيت، مقابل 18 تجمع فلسطيني، ويقوم المستوطنون بسرقة مياهها الجوفية، وإعادة بيعها للفلسطينيين، وشطر الاستيطان محافظة سلفيت إلى شطرين وقسمها إلى أربع كانتونات، تبدأ من حاجز زعترة حتى كفر قاسم داخل الأراضي المحتلة عام 48.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام