مدارس مخيم اليرموك...شمعة بين لعنات الظلام

منذ 11 سنة   شارك:

 من رحم المعاناة وبين حطام الواقع المأساوي في مخيم اليرموك، تنطلق همم رجال لم يتسلحوا بأسلحة الصراع في سوريا، بل حملوا دفاترهم وأقلامهم يوجهونها نحو الخاسر الأكبر في الحرب وهم "الأطفال".

"2.5" مليون طفل في سوريا محرومون من التعليم منذ بدء الأحداث في سوريا، وفق إحصائيات منظمة "أنقذوا الأطفال" العالمية لكن أبناء مخيم اليرموك يرفضون أن يكونوا ضمن إحصائيات الأمم والمنظمات لطالما خذلتهم تلك الدوائر.

مخيم اليرموك الذي كان يضم الآلاف من الطلبة بات اليوم وبعد سنوات من الأحداث يضم الآلاف من السكان، وعلى الرغم من الحصار المفروض على المخيم منذ (541) يوم على التوالي، وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من (620) يوماً إلا أن المشاريع التعليمية لم تتوقف، وبجهود ذاتية وتطوعية.

فهذه صالات الأفراح وروضات التمهيدي تحولت لمراكز تعليمية، بالإضافة إلى المساجد الرئيسية في المخيم {مسجد فلسطين - مسجد عبد القادر الحسيني} ووصل عدد تلك المراكز التعليمية إلى 6 ويتوزع تدريسها بين الابتدائي والإعدادي والثانوي في حين وصل عدد طلاب إحداها إلى 1200 طالب وطالبة.

في 16-1-2013 بدأ الدوام الدراسي للمرحلة الإعدادية داخل المخيم وفي 5-2-2013 بدأ الدوام للمرحلة الابتدائية.

يدرس الطلاب في هذه المراكز المنهاج الرسمي السوري، وبكادر تدريسي من خريجي الجامعات والمعاهد أو حملة الشهادة الثانوية، كما استطاع عدد من أبناء المخيم وبجهود ذاتية وبمساهمة من أهل الخير، افتتاح عدد من رياض الأطفال داخل المخيم.

يتخلل التعليم المنهجي القيام بنشاطات ترفيهية ورياضية وتعليم القرآن الكريم للذكور والإناث وخاصة في العطلة الصيفية.

شهدت تلك المراكز التعليمية إقبالاً كبيراً من أبناء المخيم، واستحسانا ودعماً من الأهالي للدور الذي تقوم به لأطفالهم، وشعور الأهالي أن أولادهم مواكبين لحركة التعليم وكأن المخيم في أحسن أحواله.

لكن المعوقات كثيرة وكبيرة ولايزال يمر بها المخيم والتي أضعفت بدورها العمل التعليمي وأوقفته في بعض الأوقات....

أولها: حصار المخيم من قبل الجيش النظامي السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية، ما حدا بالأهالي للبحث عن المأكل والمشرب وضرورة توفير مصدر رزق للأطفال، في حين خرج جزء الأطفال يبحثون عن أعمال تسد رمقهم ولو بشيء من الحشائش.

وثانيها: عدم اعتراف الأونروا الراعية الأولى لتعليم اللاجئين الفلسطينيين بحركة التعليم ونتائج الطلبة داخل المخيم، في حين اتهمها البعض أنها مشاركة في حصار أبناء المخيم، لكن تحت ضغط أبناء المخيم تم الاعتراف بنتائج تلك المدارس، وتم ادخال الكتب الدراسية، إلا ان عمل الأونروا لايزال خجولاً ولا يصل إلى ما التزمت به أمام اللاجئين الفلسطينيين وضرورة تعليمهم وتشغيلهم.

ثالثها: قصف الطائرات السورية وسقوط قذائف الهاون وأعمال القنص، وتداعيات ذلك من سقوط للضحايا والجرحى، وصولاً إلى تهدم الأبنية والمدارس، والتي كان قد بدأها النظام بقصفه مدرسة الفالوجة منتصف كانون الأول 2012، مروراً بالآثار النفسية لذلك القصف على الأهالي والأطفال.

رابعا: انتشار الأمراض والأوبئة كاليرقان والقمل مع عدم توفر العلاجات اللازمة، نتيجة الحصار المفروض على المخيم والذي قضى بسببه ما يقارب 160 ضحية.

خامسا: خوف الكثير من طلاب الشهادة الثانوية من مغادرة المخيم لتقديم امتحاناتهم (إن سمح لهم) من الاعتقال والتصفية.

ولم تزل تلك المعوقات قائمة منذ بداية الحصار، على الرغم من المطالب المستمرة من أبناء المخيم لكل المنظمات الفلسطينية والإنسانية والدولية لحلها، وكأن قدر المخيم وأبناؤه رُهن بيد من يناشده الأطفال ليل نهار أوقفوا الحصار وارفعوا الدمار والعلم والتعليم لنا الخيار فهل من قرار؟

المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية



السابق

2589 لاجئاً فلسطينياً قتلوا في سورية و80 ألفاً هُجِّروا منها

التالي

دبكة فلسطينية وسط لندن لكسر حصار غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟

في حكايةٍ تبدو عابرة عن ديكٍ صمتَ إلى الأبد، تتخفّى مأساةٌ يعرفها كلُّ من عاش في أرضٍ اعتادت أن تُسكت الصوت قبل أن تُصغي إليه. لم … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون