"أردوغان" ينتشل عائلته من قسوة "المية ومية"

منذ 11 سنة   شارك:

 الشجاعة التركية في دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، والمجزرة التي ارتكبتها البحرية الصهيونية على ظهر سفينة مرمرة التركية، كانت دافعاً رئيساً لللاجئ الفلسطيني في لبنان محمد شناعة لإطلاق اسم رئيس الوزراء آنذاك والرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان على أحد أبنائه.

لم يكن يعلم شناعة أن هذا الطفل الذي حمل اسم "أردوغان" سيكون سبباً في تغيير جذري في حياته الصعبة التي يحياها في مخيمات اللجوء اللبنانية.

فزيارة "أردوغان" لمدينة صيدا اللبنانية عام 2010 لرعاية افتتاح المستشفى التركي بمشاركة رئيس الوزراء اللبناني في تلك الفترة سعد الحريري كانت فرصة تاريخية لشناعة للقاء الضيف الزائر وتلقي تطمينات بشأن مستقبله ومستقبل أبنائه.

أربع سنوات كاملة مرت على ذاك اللقاء حتى جاء شناعة الخبر بمنح ابنه "رجب طيب أردوغان" ومن بعده أشقاؤه الخمسة والوالد والوالدة الجنسية التركية، في خطوة تاريخية يستعد من خلالها الدخول إلى مرحلة جديدة من حياتهم يأملون أن تعوّضهم حياة اللجوء والفقر والمعاناة.

اللاجئ شناعة يعيش في منزل صغير يفتقر إلى أدنى مستلزمات الحياة في منطقة المية ومية، ويعمل في مجبل للباطون، وهو متزوج من خديجة خليل إبراهيم، وله منها ستة أبناء، هم: عبد الرحمن، زهراء، إبراهيم، عز الدين، رجب طيب أردوغان، وجيهان.

"بعدما أسميت طفلي رجب طيب أردوغان، قلت سيأتي يوم ويحمل هذا الرئيس العظيم ابني، وبعد حوالي شهر قالوا إن الرئيس أردوغان سيزور لبنان ليفتتح المستشفى التركي في صيدا، فجهزت نفسي للحضور حتى أراه ولو من بعيد"، يقول شناعة.

كل ما سبق كان أمراً طبيعياً ولم يخرج عن المألوف، إلا أن المفاجأة التي قلبت الأمر رأساً على عقب كانت عبر اتصال تلقاه شناعة من النائب بهية الحريري سألته خلاله عن ابنه وعنوان منزله، وما جرى بعدها من نقله في يوم الزيارة إلى مكان افتتاح المستشفى برعاية "أردوغان".

وفي لحظة كانت مفترق طرق في حياة العائلة المشردة في مخيمات اللجوء حمل "أردوغان" الرئيس الطفل الفلسطيني "أردوغان" وقبّله ووعد العائلة خيراً بعدما طلب أوراقها الثبوتية.

استمر شناعة في التواصل مع الرئيس "أردوغان" بوسائل مختلفة، حتى جاءته البشرى عبر اتصال من السفار التركية، بُشر من خلاله بمنح ابنه "رجب طيب أردوغان" الجنسية التركية، ولتكتمل البشرى بعد 10 أيام باتصال آخر أبلغ خلاله بمنحه وزوجته الجنسية أيضاً، وطلب منه صورًا عن هويات أولاده وبطاقة الإعاشة لتشمل الجنسية باقي أولاده، كما قال.

المنزل الفلسطيني الذي أضحى سكانه من الأتراك رسمياً، يرتفع فيه العلم التركي ويعلّق على جدرانه صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن بينها تلك الصورة التاريخية بالنسبة للعائلة والتي يحمل فيها الطفل أردوغان ويقبله.

اللاجئ شناعة وجّه شكره للرئيس أردوغان، ويقول: "هو (أردوغان) لم ينسنا رغم انشغالاته الكثيرة، ولم ولا ينسى الأقصى والقدس وغزة".

ويرى في الجنسية التركية تغييراً لمسار حياته كلاجئ فلسطيني، فهي تتيح له، وفق قوله، التحرك أو السفر بحرية لأنه "يحمل جنسية دولة عظيمة تسهل لي كل شيء، وأتمتع بحقوقي كاملة فيها".

تركيا -وفق شناعة- ستكون محطته الأولى بعد نيله الجنسية هو وعائلته، وسيذهب كما يقول حيثما يجد مستقبلاً أفضل لأولاده، فيما تأمل زوجته خديجة أن تكون الجنسية التركية بداية مرحلة جديدة لحياة أفضل لأولادها.

المصدر: وكالات



السابق

شاهد استطلعت الوضع في مخيم نهر البارد: لجلب التمويل وتقديم الخدمات الى سكانه

التالي

فلسطينيو سوريا على وقع النكبة الثانية… سيناريو التهجير الأخير


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير