ينهمك المزارع أحمد بشارات في بلدة طمون بجنوب طوباس، في إصلاح الضرر الذي أصاب مزرعته المغطاة بالبيوت البلاستيكية، مستغلاً فترة هدوءٍ في العاصفة الثلجية التي تؤثر على فلسطين، فقد أدَّت الرياح العاتية وتساقط البَرد، إلى تمزيق الطبقة البلاستيكية، التي تغطي دونماته الثلاثة المزروعة بالبندورة، والتي يعتاش منها هو وعائلته، كمصدر رزق وحيد لهم.

ويقول المزارع أحمد بشارات لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن خسائره فادحة كبقية المزارعين، فكل دونم كلَّفه من البذار والسّماد ما يتراوح بين (30 - 40) ألف شيكل، أي ما يعادل (800 - 1100 دولار)"، مضيفاً: "لقد مضى من الموسم شهران، وقد سددنا بعائدهما أثمان: المياه والبذار والسماد ومصروف البيت، وكنت أُؤَمل كثيراً بعائِد يتراوح ما بين (3000 - 4000) شيكل، كناتجٍ للشهرين الباقيين من الموسم، لادِّخارهما لزراعة لموسم القادم، ولكن العواصف دمَّرت كل شيء؟!!".

ويضيف: "إن وضع المزارعين مأساوي نتيجة هذه الخسائر، فبعضهم لم يسدد أثمان مياه ري أرضه من الصيف الماضي، وقد كان هذا الموسم، أمله في تسديد تلك الأثمان، وبالدمار الذي حل بهم، سيراكمون ديونهم مضافاً لها هذه الخسائر، إلى الموسم القادم؟!!".

المصدر الوحيد للمزارعين

ويقول المزارع أنور بشارات لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن أغلب المزارعين في بلدة طمون، هم ممن كانوا يعملون في المستوطنات الصهيونية، وقد عدنا لاستصلاح أرضنا، كبديل عن العمل هناك"، مشيراً: "أنني أملك دونما ونصف دونم زرعتها بالبندورة، وقد مزقت الرياح جميع البيت البلاستيكي"، مؤكداً: "ونتيجة للمطر والانجماد، سيتدمر كل المنتوج، ولن أستطيع استصلاح شيء، وحالي هو حال 200 مزارع، من صغار المزارعين، دمرت العاصفة ما يقارب 500 دونم من أراضيهم المستثمرة في الزراعة المحمية بالبيوت البلاستيكية في بلدة طمون، وهي مصدر دخلهم الوحيد".

لم تقتصر خسائر المواطنين على المزروعات المحمية، بل طالت الخسائر، المزارع المكشوفة، في سهل البقيعة المجاور، حيث يقول المزارع ورئيس (جمعية طمون التعاونية الزراعية) محمد حسين بشارات، لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن البرَد (كرات الثلج الصلبة)، أحرق 30 دونماً من أرضه المزروعة بالبطاطا"، مضيفاً: "وحاله تلك حال عشرات المزارعين التي أتى البَرَد عليها بمساحة تزيد عن 400 دونم في المنطقة"، ويشير بشارات: "لقد عانينا كثيراً حتى ثبَّتنا ملكية سهل البقيعة لمواطني بلدة طمون، بعد أن نازعنا عليه الاحتلال لسنوات، وذلك لقربه من مستوطنة "بقعوت" الصهيونية"، ويشير: "في كل موسم شتاء، تأتي الثلوج والصقيع والبرَد، وتُكبِّدنا الكثير من الخسائر، دون أن يمد لنا أحد يد المساعدة لتعويضنا".

تقصير كبير من السلطة

ويشير محمد حسين بشارات رئيس جمعية طمون الزراعية: "نتعرض كمزارعين للخسائر في كل عام، ولا نتلقى من السلطة إلا الوعود التي لا ينفذ أيٌّ منها، ولا نتلقى أية مساعدة، إلا بعض المساعدات البسيطة التي لا تذكر بالمقارنة مع حجم الخسائر، من بعض الجمعيات والمؤسسات الزراعية، ولا تعدو عن كونها لفافة نايليون بلاستيكي بدل التالف منها".

ويؤكد بشارات: "أن السيد محمود عباس أقرَّ العام الماضي، تشكيلَ صندوق للكوارث الطبيعية، لتعويض المزارعين الفلسطينيين، بما يحل بهم من خسائر نتيجة الاحتلال والعوامل الجوية، وننتظر منه مدَّ يد المساعدة للمزارعين".

وقال بشارات: "أنا أطالب ولست أناشد، وزارة الزراعة ورئاسة الوزراء، أن يعطوا القطاع الزراعي الأهمية اللازمة، لكونه الرافعة للاقتصاد الوطني، حيث تعمل به شريحة كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، أغلبهم ممن كانوا يعملون في المستوطنات الصهيونية"، لافتاً: "إذا لم يتلقَّ المزارع مساعدة من السلطة الفلسطينية، فإن القطاع الزراعي سيتراجع، ما سينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني، إضافة إلى أن الأرض ستخلو من الزراعة، وستصبح فريسة سهلة للاحتلال، وبالتالي سيعود المزارعون إلى المستوطنات مرة أخرى"، مؤكداً: "أن الواجب يحتم على كل وطنيٍّ أن يساعد المزارع الذي يعمل هنا لوحده، بجهوده المالية الضعيفة".