عائلة عويدات.. اللجوء الثاني تفرقت بعد هروبها من سورية

منذ 11 سنة   شارك:

رشا بركة – صفا: الأم في تركيا والأب في سوريا، أما الأبناء فأخذت بهم موجة الصراع الدائر في سوريا إلى اليونان وصولاً لألمانيا، حتى تفرقوا تمامًا، ولم يعد باستطاعتهم اللقاء من جديد.

وأفضى لجوء عائلة عويدات الفلسطينية الجديد بتيههم في الأرض، وأضحوا ينشدون تلك السفارة وذلك المسئول، على أمل أن يحرك أحدهم ساكنًا، ويتخذ قراراً بـ "لم شملهم".

"بعنا بيتنا في مخيم حمص حتى نوفر المال لأحد المهربين ليخرجنا من سوريا قبل أن نموت من الاشتباكات هناك، فخرجت أنا وأولادي، لكن زوجي المريض بالسكر رفض وفضّل البقاء"، تروي أم عبد العزيز عويدات قصة لجوء عائلتها لوكالة "صفا".

وتقول عويدات المقيمة بتركيا "هددوا ابنتي بالخطف في المخيم، وهنا أخذت قراري بالخروج من المخيم بأي طريقة، وهربت مع ابني الوحيد وبناتي".

وتضيف "بعدما خرجنا من المخيم، قطعنا الحدود التركية بعد خمس ساعات، ومن هناك أرسلت ابنتي المتزوجة دنيا وشقيقها عبد العزيز إلى اليونان وطبعًا مشيًا على الأقدام".

الفراق قسرًا

واضطرت الأم لأن تودع صغيرتها أية (15 عامًا) وترسلها مع شقيقيها، على أمل أن "تعمل لنا لم شمل، كونها صغيرة بعد مكوثها هناك ثلاثة أشهر، لأن الكبار ليس بمقدورهم أن يعملوا لنا لم شمل".

وخلافًا لكل الأعراف الدولية، ولما تخلقه حالة اللجوء والنزوح في أوقات الحرب، على اللاجئ الفلسطيني دون غيره من الجنسيات والقوميات الأخرى -أن يحصل على تأشيرة دخول مسبقة من السلطات التركية، وإلا لن يعترف به كلاجئ، وسيكون وجوده غير شرعي قد ينتهي بإعادته قسرًا من حيث أتى.

وتردد اللاجئة بحرقة "ما كان في طريق ثاني إلا هذا، لأن الدول العربية كلها ما فتح أحد منها بابها لنا، فقلنا ما لنا إلا أوروبا، فأرسلتهم هناك".

اجتاز الأبناء وحيدون اليونان ثم مقدونيا ووصلوا أخيرًا إلى ألمانيا، وعلى حدودها سلّموا أنفسهم لـ"البوليس" الألماني، والذي بدوره اتخذ بعض الإجراءات بحقهم للسماح بدخولهم، ومن بينها إجراء "البصمة" لكون "أوضاعهم غير سليمة".

"ما استفدنا شيء وأصبحت أنا وأخي وأختي آية تحت رحمة القاضي"، تقول الابنة دنيا التي تتواجد حاليًا في ألمانيا مع شقيقيها.

وتضيف لوكالة "صفـا" "كنا نعلم حجم المعاناة، لكن ليس لهذه الدرجة لأننا كنا نظن أن وجود أختنا آية معنا سيمنحنا حقًا في الإقامة بألمانيا، وبتالي يسمحوا لأمي بدخول ألمانيا لتكون معنا".

وللإبنة جانب أخر من المأساة في فراقها عن زوجها، الذي بقي أيضًا في سوريا، لتُحرم بذلك من أن تكون في هذه الظروف الصعبة معه أو مع عائلتها.

وحتى نهاية ديسمبر عام2014، فإن قرابة 150 ألف هو عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى دول أوروبا والدول الاسكندنافية، واستراليا وأمريكا اللاتينية، وقد كتبوا على جواز سفرهم مقابل الإقامة والحصول على جنسية الدولة المضيفة عبارة "بلا وطن".

سؤال لاجئ

ولم تتحمل الأم البقاء وحدها في تركيا مع تعسّر وصولها إلى ألمانيا رغم مرور 3 شهور على وجود أولادها فيها، ولذلك "قصدت السفارة الفلسطينية في تركيا وناشدتهم بأن يساعدوني في لم شملي أنا وأولادي".

وتستدرك "لكن لم يسمعني أحد وأبلغوني بالرفض، ولا أدري لماذا؟، هل لأنني فلسطينية، أم لأننا لاجئين".

وتتابعت تساؤلاتها من حرقتها قائلة "لماذا نحن بالذات كفلسطينيين نُحرم من كل شيء حتى ونحن مشردين، لماذا يخرج الفنانون والفنانات واللاعبين من دولة لأخرى، إلا نحن، لماذا؟! ماذا فعلت حتى أحرم من أن ألتقي بأولادي".

ولا تتوقف المأساة عند هذا الباب، فقلب أم عبد العزيز يعتصر ألمًا على ابنتها المقيمة في لبنان وحيدة هناك، والتي تناشد والدتها بأن تأتي إليها لتقف بجانبها في ميلاد طفلها الأول، خلال أيام.

وتقول بألم "أنا بعت كل شيء لأحافظ عليهم، لكني محرومة من جميعهم، حتى ابنتي لا أنا قادرة على العودة لسوريا لأخرج من هناك للبنان، ولا هي بمقدورها الخروج من لبنان".

"تحت رحمة القاضي"

وفي محاولة لها للخروج من تركيا، أرادت أم عبد العزيز الذهاب إلى المخيم الوحيد الذي يقيم فيه الفلسطينيون هناك، إلا أن جميع من كانوا هناك قالوا لها "إنه لا يصلح للعيش، فلا تذهبي للموت بنفسك".

ومنحت تركيا خلال عام 2013 عددًا من اللاجئين الفلسطينيين الذين قصدوا أراضيها هاربين من حرب سوريا جوازات سفر لمن لا يحمل وثيقة سفر، وسبق أن تم الإعلان عن تسوية أوضاع عدد من اللاجئين ومنح طلاب منهم منحًا دراسية في رومانيا وأوكرانيا.

ولكن معاناة أم عبد العزيز تتجسد في دخول ألمانيا، ولذلك فلم يعد أمام هذه الأسرة اللاجئة، سوى انتظار قرار القاضي الألماني الذي أصبح بين يديه طلب لم الشمل الذي تقدم به أبنائها هناك.

وكما تقول الأم "ما بقي إلا رحمة القاضي لنا، فإما أن يأخذ قراره بلم شملنا، أو بإعادة أولادي إلى هونكاريا ثم لليونان، وهذا إن الثاني إن حدث، فإن أولادي سيتشردون مرة ثالثة ورابعة".

ولكن ظنًا أخر تعقد أم عبد العزيز أملها عليه في ظل انقطاع كافة السبل أمامها، مرددة "أملي فقط بالله أن يستجيب لدعائي ويرحم ضعفي ويجمعني بأولادي".



السابق

الاحتلال يهدم مجددا قرية "بوابة القدس"

التالي

وقفة احتجاجية لأصحاب البيوت المدمرة في غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير