محمود أبو الحسنى–خاص/ شبكة العودة الإخبارية: يمسكون بخيوط آمال في زمان ربما لم يعد هناك ما يبعث الأمل فيه، تتعجب بأشخاص لا يملكون إلا إرادة مكّنتهم من أن يبهروا حكيماً ويقهروا محتلاً، بمشاريع بسيطة في حجمها كبيرة في مضمونها تحمل بين طياتها واقع تجربة عميقة، اثبتوا من خلالها أنهم يحبون الحياة ولكن ممزوجة بقليل من عزة النفس وكرامتها المسلوبة.

فعلى سطح طاولة صغيرة وسط مشغلها المزدحم بلوحات فنية تبهر الناظرين إليها، كانت تجلس الرسامة فدوى العجرمي محتضنة ريشتها ومنهمكة في أتمام إحدى لوحاتها الزجاجية.

نقطة انطلاق

تحدثنا فدوى عن بداية تجربتها في الرسم وعن نقطة انطلاقها والتي كانت من خلال لوحة فنية جسدت حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة وشاركت من خلالها في معرض فني أقيم في مدينة الخليل، تقول فدوى عن هذه التجربة "رسمت لوحتي هذه في بداية انتفاضة الأقصى عندما شاهدت إعلاناً في إحدى الصحف عن مسابقة في الرسم، لم يحالفني الحظ يومها للذهاب إلى مدينة الخليل والمشاركة في المعرض بسبب الحصار المفروض على القطاع وإغلاق المعابر، إلا أني قمت بإرسال لوحتي من خلال البريد وبالفعل حققت المرتبة الثانية في هذا المعرض وكانت لوحتي من أفضل اللوحات الموجودة، وإلى اليوم انتظر جائزتي".

وفي نفس السياق تتابع فدوى "اكتشفت موهبتي في الرسم منذ صغري ونعومة أظافري وقبل التحاقي بالجامعة فكنت دائماً ما أبحث عن دورات وورشات عمل أتعلم فيها الرسم وأنمي من خلالها موهبتي التي ولدت معي، ومن فضل الله علي أني لقيت تشجيعاً من أهلي وأقاربي والذي كان مصحوباً بتوفيرهم الأجواء المناسبة لي وتوفير ما يلزمني من أدوات ولوازم الرسم وها أنا اليوم قد أكملت دراستي الجامعية في مجال الرسم الذي أحببت وأعمل حالياً مدربة للرسوم في العديد من المراكز والمدارس.

نقلة نوعية

رغم كل إنجازات فدوى ونجاحاتها التي حققتها ألاّ أن تجربتها الأساسية ونقلتها النوعية التي جعلت منها فنانة مرموقة كما تقول هي الرسم على الزجاج والتي خاضت غمارها بعد إتقانها العديد من فنون الرسم وبعد التحاقها بالجامعة ودراسة مجالها، فهي اليوم مدربة مختصة في تعليم النقش والرسم على الزجاج تمارس عملها في مركز خاص بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أيضاً تمتلك اليوم مشروعاً خاصاً يضم أعمالها وانجازاتها والتي تشارك من خلاله في المعارض والمسابقات وتعتاش من خلاله.

وعن دور فدوى في خدمة قضيتها ووطنها تتابع "شاركت في العديد من المعارض الوطنية وفي رسم جداريات توعوية في الطرق العامة والمستشفيات والمدارس العامة والخاصة وثقنا من خلالها بعضاً من المعانات وبعضاً من أحداث الانتفاضة وخلدنا الكثير من أبطال القضية الفلسطينية وشهدائها.

على بوابة المعبر

لا يختلف حال فدوى كثيراً عن حال غيرها من المبدعين فالجميع على بوابة معبر رفح سواء فالجميع يعتبرها بوابة تحطيم الأحلام وتكسير المجاديف لما تتسبب فيه من إيقاف عجلات الإبداع التي لا تتعثر إلا عليها، تقول فدوى أنها تلقت الكثير من الدعوات للمشاركة في معارض ودورات للمساهمة في صقل الموهبة على مستوى دولي وعربي كان أبرزها إحدى المعارض في دولة المغرب العربي ولكن معبر رفح حال بينها وبين المشاركة فيها هذا عدا عن المشاركة في معارض على مستوى فلسطين والتي كان آخرها المعرض الفني المقام في مدينة الخليل والذي حصلت فيه على المرتبة الثانية على مستوى فلسطين ولكن الحصار المفروض على غزة حال بينها وبين استلام جائزتها حتى اليوم.

فدوى تتقن اليوم العديد من الفنون وأنواع الرسم والتي من أبرزها "الرسم بالفحم والرسم بالزيت والرسم على الزجاج والنحت على الخشب ورسم الجداريات والكثير الكثير من فنون الرسم المختلفة".