"تجمع الشبريحا": واقعنا الصحي والتربوي والمعيشي مأساوي للغاية

منذ 11 سنة   شارك:

 منذ العام 1950، تقيم مجموعة عائلات فلسطينية أرض أميرية تتبع بلدية العباسية في جنوب لبنان، بإسم "تجمع شبريحا"، بيوتها متواضعة جداً، تعيش نفس معاناة أبناء بقية التجمعات والمخيمات الفلسطينية: أزمة في الاستفتاء والتربية، والعمل، وغيرها، إضافة إلى مشكلة جديدة تتمثل بإحتمال مرور طريق رئيسي وسط هذا التجمع، ما يمكن أن يحرم حوالي 53 عائلة من سكنهم، دون الحصول على تعويض أو بديل.

للتعرف إلى واقع هذا التجمع ومشاكله ومطالبه، التقت "وكالة القدس للأنباء" اللجان الشعبية والهيئات والمواطنين، فكان التحقيق التالي:

رأى أبو بسام العوض أن حجم معاناة سكان تجمع الشبريحا يشبه معاناة باقي المخيمات الفلسطينية وفي مقدمتها البطالة وقلة العمل وتدني الأجور، ما يدفع الشخص للبقاء في بيته، وهذا سبب يشجع شبابنا على الهجرة إلى الخارج للبحث عن معيشة أفضل رغم مخاطرتهم بأرواحهم وإقدامهم على مستقبل مجهول.

وأكد العوض أنه لا يوجد اي مراكز صحية نتلقى العلاج اليومي فيها مثل باقي المخيمات، إلا عيادة متنقلة للأنروا لمدة يوم ونصف في الأسبوع، ولكن هذه العيادة لا تلبي احتياجتنا الصحية لضيق الوقت التي تمنحنا اياه، إضافة إلى عدم توفر الأدوية التي نحتاجها مثل أدوية الأمراض المزمنة مثل القلب وغيره، ما يجعل البعض يلجأ إلى الأطباء الأخصائيين لحصولهم على علاج أفضل.

واقع مأساوي للغاية

واعتبرت أم محمد "أن الجميع هنا في مجمع الشبريحا، يعاني من واقع ماساوي للغاية، واقع البطالة وواقع الصحة والاستشفاء، إضافة الى الوضع الأقتصادي المزري، فكثير من العائلات لا تجد من يعيلها، فهناك الكثير من الحالات المرضية لا تستطيع العلاج على حسابها الشخصي، وتنتظر العيادة المتنقلة لقوات الظوارئ التي تأتي في كل يوم أثنين حتى تتمكن من تلقي العلاج وصرف الدواء إن وجد، في الحقيقة هناك مأساة كبيرة نعيشها".

وأوضحت الحاجة أم مهند مسؤولة مشروع الصحة في"جمعية مساعدات شعبية" لدى مؤسسة بارد Bard” ".

"إننا هنا كفلسطينيين نعاني من قلة فرص العمل لحاملي الشهادات، وهذا تسبب بقتل الكثير من مواهب الشباب والشابات الذين كان لهم طموح في تخصصات عدة، إن كان على صعيد الطب او الهندسة أو المحاماة وغيرها من التخصصات والشهادات , ولكن حرمان الفلسطيني من مزاولة هذه المهن جعله وحرمانه من حقوقه، جعله يلجأ الى الهجرة التي ربما تلبي له طموحاته وتؤمن له مستقبله".

وتشير أم مهند، إلى إن "هناك نسبة كبيرة من المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج او الدواء، بسبب عدم توفر المراكز الصحية في المجمع، ما يجعلهم يذهبون الى العيادات الخاصة وهذا يحملهم عبئاً كبيرا هم عاجزين عنه في الحقيقة، اضافة الى ان هناك الكثير من الطلاب الذين لم يكملوا تعليمهم لأنه لا يوجد في الشبريحا الا مدرسة ابتدائية للصف السادس فقط، فهذا الطالب عندما ينهي المرحلة الابتدائية يصبح عاجزاً عن تحمل اعباء المواصلات التي تنتظره ليلتحق بمدرسة اخرى، خارج محلته، ما تجعلة يتسيب عن المدرسة وترك تعليمه لقلة توفر المال لديه او لعائلته، ونحن كجمعية طالبنا الإنروا بأن تقوم بتأمين باص لنقل الطلاب الى مراكز تعليمهم حتى يكملوا تعليمهم، ولا يحرمون من المال التعليمي، ولكن للأسف لم نتلق اي رد على ذلك.

الأزمة الصحية خانقة

ويرى الحاج محمد مرعي "أن تجمع الشبريحا يضم الطبقات الغنية والسطى والفقيرة، والكثير من كبار السن وغيرهم يعاني من حالات صحية، اذ نحن بحاجة ضرورية الى ايجاد مراكز صحية تغنينا عن الذهاب الى العيادات في المخيمات الأخرى، او الى الاطباء والعيادت الخاصة، إضافة الى تحمل الأعباء التي ستواجهنا اذا ما ذهبنا الى هذه العيادات، وبكل صراحة ووضوح ليس بمقدورنا تحمل هذه الاعباء، لأن هناك حالة أقتصادية حرجة يمر بها الكثير من العائلات".

ويؤكد مسؤول اللجنة الشعبية في التجمع "أن واقعنا المرير لا يقتصر على تجمع الشبريحا، بل على جميع ابناء المخيمات، فالواقع المعيشي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني ككل والشبريحا خاصة مزري جداً، ليس بمقدورنا مواجهته، الا اذا ما تعاونت معنا مؤسسة الاونروا بتامين المراكز الصحية والاجتماعية والخدماتية، بدل ان تقوم بتقليص خدماتها".

وعن دور اللجنة الشعبية وما تقوم به من خدمات اجتماعية وبيئية للتجمع، فقال:"اللجنة تقدم الخدمات بما تملك من مقومات وامكانيات، نحن قمنا بحفر آبار ارتوازية لمياه الشفه، وقمنا بتعبيد الشارع، إضافة الى أصلاح المجارير، وهناك خزان للمياه، وهناك عمال بلدية، وكل تكاليف هذه الخدمات نقوم بها من خلال جمع الجبايات، إن كان على صعيد المياه او البلدية او الكهرباء وذلك حتى نتمكن من تلبية احتياجات أبناء هذا التجمع، وبالتالي نحن نطالب اهلنا في هذا التجمع ان يكونوا عوناً لنا، بدل ان يكونو علينا، وبإختصار شديد هناك واقع صحي تعليمي بيئي اجتماعي صعب نعاني منه، ولكننا مستمرين على خدمة أبناء شعبنا، ضمن امكانياتنا وبالتعاون مع جيراننا من مختار بلدة صلحا وغيرهم من الناس الأفاضل الخيرين".

المصدر: وكالة القدس للأنباء



السابق

واقع المهندس الفلسطيني في لبنان مرير.. وأمام خيارات صعبة

التالي

مخيم خان الشيح تدهور في الوضع الأمني و تفاقم في الأزمات المعيشية


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟

في حكايةٍ تبدو عابرة عن ديكٍ صمتَ إلى الأبد، تتخفّى مأساةٌ يعرفها كلُّ من عاش في أرضٍ اعتادت أن تُسكت الصوت قبل أن تُصغي إليه. لم … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون