"أطفال الصمود".. أجيال ترقص على الدبكة الفلسطينية

منذ 11 سنة   شارك:

 بعد تشتتهم واحتلال أرضهم، حمل الفلسطينيون معهم تراثهم وتمسكوا به، على الرغم من كل تلك السنين القاسية التي مرّوا بها. وبقي همّهم بالإضافة إلى حلم العودة، أن يورثوا الأجيال القادمة كل تاريخهم المشرّف، كي تبقى فلسطين حاضرة في قلوبهم وعقولهم.

في العام 1976، بدأت جمعية "بيت أطفال الصمود"، بتدريب الأطفال على الدبكة الفلسطينية التي هي جزء أساسي من تراث أهل فلسطين، وكانت الفرق الفنية تتشكل من الأطفال في المخيمات والتجمعات الفلسطينية كافة. واللافت في الأمر، أنّ المدربين الكبار الحاليين الذين يعلّمون الأطفال في فرق الدبكة، هم أنفسهم كانوا أطفالاً يتدربون على أيدي غيرهم، وبذلك استطاع القيمون على هذا النشاط، اعتبار أن ما قاموا به، هو نقل التراث الفلسطيني بشكل فعلي.

بهاء طيّار مسؤولة مركز بيت أطفال الصمود في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، تشرح لـ"العربي الجديد" أهدافهم، قائلة: "تهدف الدبكة الفلسطينية إلى إحياء واستمرارية التراث الفلسطيني، والدبكة الفلسطينية هي من تراث الأجداد، ونحن نعلّمها للأطفال كي تنتقل إلى الجيل الجديد".

تضيف "ندرّب الأطفال من عمر خمس سنوات على الدبكة، ويقوم المدرّب بتعليمهم على حركات تتناسب مع أعمارهم. ويستمر الطفل معنا حتى يكبر، وهكذا نبني جيلاً يعرف تراثه إن كان بالدبكة التراثية، أو الأغاني الفلسطينية".

وتلفت إلى أنّ "الفرقة ترتدي الزي الفلسطيني التراثي من مختلف المناطق الفلسطينية، لأن كل منطقة لها ثوبها الخاص وتتميز عن الأخرى باللون والتطريز، ونجد أنّ رسمة الشجرة مشتركة بين جميع الأثواب ولكن تختلف من حيث الشكل. فقد نجد في منطقة حيفا رسمة الشجرة طويلة، لأنها منطقة ساحلية، أما في بئر السبع، فالشجرة أقصر لأنّها منطقة صحراوية والألوان ترابية، ونحن نصرّ على أن ترتدي فرقة الدبكة اللباس التراثي الفلسطيني، فالأطفال والشباب يرتدون الحطّة والعقال والشروال والقنباز، أما الفتيات فيرتدين ثوباً فلسطينياً مع المنديل على الرأس".

ويوضّح نادر العلي مدرب فرقة بيت أطفال الصمود، أنّه أهّل 17 عضواً لأداء الدبكة على المسرح حاليّاً، ويتم التركيز على التراث الفلسطيني، من خلال حركات حياة الفلاح والعامل الفلسطيني بالنسبة للشباب. أمّا الفتيات، فيرقصن بالجرّة، مقلّدات الزفاف الفلسطيني ودلال الصبايا. وأشار إلى أنّ عدد الدبكات التي اشتهرت في فلسطين، هي ثماني رقصات أساسية ومشهورة، منها "الكرّادية" و"الشمالية" و"الطيارة" و"الشعراوية" و"الدحيّة".

ويؤكد العلي في حديثه لـ "العربي الجديد"، أنّ الحفاظ على التراث الفلسطيني هو شكل من أشكال النضال، لأنّ حماية التراث واجب بعدما تعرض للسرقة من قبل إسرائيل، لذلك علينا حمل الرسالة التي حملها أجدادنا قبلنا، ونطمح أن يصبح هؤلاء الأطفال محترفين ومدربين في المستقبل، وخصوصاً أنّ أهاليهم يشجعونهم على الانضمام إلى الفرقة، لأنّهم يعتبرون أنّ حماية التراث والحفاظ عليه واجب كل فرد.

المصدر: العربي الجديد



السابق

إعتصام في مخيم البارد إحتجاجا على تعرض أستاذ لاعتداء

التالي

"الأونروا" تطالب بضمان حماية المدنيين في مخيم اليرموك


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟

في حكايةٍ تبدو عابرة عن ديكٍ صمتَ إلى الأبد، تتخفّى مأساةٌ يعرفها كلُّ من عاش في أرضٍ اعتادت أن تُسكت الصوت قبل أن تُصغي إليه. لم … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون