مؤتمر علمي يناقش التداعيات التربوية والنفسية للعدوان على غزة

منذ 10 سنوات   شارك:

رأى خبراء وأكاديميون أن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، كان له آثار نفسية وتربوية بالغة على سكان القطاع، لاسيما الأطفال منهم، مشددين على ضرورة تبني استراتيجيات منهجية للوقوف على هذه التداعيات والآثار، والتي وصفوها بالخطيرة.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر علمي بعنوان "التداعيات التربوية والنفسية للعدوان على قطاع غزة" تعقده كلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة، تستمر أعماله يومي الثلاثاء والأربعاء الثاني عشر والثالث عشر من مايو الجاري.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية نصر الدين المزيني، إضافة إلى رئيسها وثلة من الأكاديميين، ووفد تركي يزور الجامعة، وحشد من طلبة كلية التربية.

آثار نفسية صادمة

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية نصر الدين المزيني أن معظم علماء النفس يرجحون أن الأشخاص الكبار لهم قدرة على تحمل الصدمات أكثر من الأطفال، نظراً لأن تلك الصدمات تترك في نفوسهم آثاراً تؤثر على حياتهم وسلوكياتهم تتمثل في الانطواء، والانعزال، والتشتت، والتوتر، والقلق، والخوف.

ولفت المزيني إلى أن البحوث المقدمة للمؤتمر تجسد إرادة التحدي والصمود والعزيمة القوية، وتبرز صورة من صور الإبداع للشعب الفلسطيني، وتسجل إنجازاً للجامعة ولكلية التربية.

وشدد المزيني على أن دور المعلم أساسي في المجتمع باعتباره مربياً وقدوةً قبل أن يكون معلماً، وأشار إلى ضرورة توجيه المربي نحو الاهتمام بالعنصر التربوي المتمثل في الانضباط، والسلوك القويم، والقدوة، والمثل الأعلى في الأخلاق والقيم.

استجابة لحاجات المجتمع

بدوره، نوه كمالين شعث رئيس الجامعة الإسلامية إلى أن عقد المؤتمر يأتي استجابة لحاجات المجتمع، وتفاعلاً مع متغيراته، والسعي نحو خدمته وتطويره ورفعته.

وبين أن سرعة استجابة كلية التربية لعقد المؤتمر بعد العدوان الأخير على القطاع يدلل على حيوية الجامعة وديناميكيتها، وقدرتها على تحسس حاجات المجتمع، وحرصها على فهم ودراسة واستيعاب هذه الحاجات والهموم ووضع الحلول للحد من أثارها السلبية.

وأوضح شعث أن هذا المؤتمر له أهمية كبيرة عن المؤتمرات التي عقدت لإعادة الإعمار، وعزا الأمر في ذلك إلى أن مؤتمر كلية التربية يُعنى بترميم النفس وإعادة إعمارها من جانب، وأنه قائم على إعادة الصحة النفسية والتربوية للمجتمع ورفع الروح المعنوية.

وتابع حديثه قائلاً: "من هنا تتضح أهمية المؤتمر في معالجة أمر شمولي في المجتمع، وأهميته أن تكون لدينا جامعات وطنية تتلمس حاجات المجتمع وتبذل الجهود وتؤهلها وتتفاعل معها لخدمة الإنسان والمجتمع والوطن والأمة.

آثار مدمرة للحروب

من جانبها، قدرت عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية فتحية اللولو المشاركة العلمية القيمة للباحثين وأساتذة الجامعات والوزارات والمؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية في أعمال وجلسات المؤتمر، التي تناولت قضايا وموضوعات مهمة تناقش التداعيات التربوية والنفسية لعدوان 2014 على قطاع غزة، وتوثق للعالم أجمع هذه الحقبة التاريخية المهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني بصورة تربوية نفسية.

وأشارت اللولو إلى أن الحروب التي شهدها القطاع خلال أقل من (8) سنوات أثرت على كافة مجالات الحياة حيث دمرت الشجر والحجر، وهدمت المدارس والمستشفيات، وقتلت النساء والأطفال والشيوخ، ودمرت المنازل وتركت أصحابها لمراكز الإيواء.

وأشادت بالدعم الذي قدمته مؤسسة ميرسي الماليزيا لرعاية المؤتمر، وأثنت على جهود إدارة الجامعة في دعمها المتواصل وتشجيعها المستمر بعقد الأنشطة الأكاديمية النوعية، وشارك كل من ساهم في إنجاح فعاليات المؤتمر.

تداعيات تربوية ونفسية للعدوان

من ناحيته، نوه إبراهيم الأسطل نائب عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية إلى الهدف الرئيس من عقد المؤتمر وهو تحديد أهم التداعيات التربوية والنفسية للعدوان على غزة، والوقوف على الإجراءات التي اتخذت للحد من آثار هذه التداعيات حتى تستمر عجلة الحياة، ويقوم المواطن الفلسطيني بأدواره المختلفة للنهوض بمجتمعه.

وأفاد الأسطل بأنه تم قبول (38) بحثاً علمياً من الإنجازات المقدمة للمؤتمر، وبناءً عليه سيتم مناقشة (46) بحثاً وورقة علمية توثيقية وتجارب ميدانية خلال (8) جلسات علمية على مدار يومي المؤتمر.

وأشار الأسطل إلى أن هذه الأبحاث تغطي المجالات التي تتوافق مع محاور المؤتمر، وهي: التداعيات النفسية، وتجارب تربوية في ظل الكوارث والحروب، والتداعيات التربوية، وطرق التدخل وآفاق المعالجة، والتداعيات الاجتماعية.

عبء نفسي كبير

ولفت عميد كلية الطب بالجامعة الإسلامية عمر فروانة إلى أن العبء النفسي الذي خلفته الحروب المتكررة على قطاع غزة وأثرت على كافة شرائح المجتمع، زادت من حجم المعاناة، وبالتالي تعاظمت حجم المسئولية على كافة المؤسسات المجتمعية وهو ما يتطلب بذل الجهود للتخفيف من أثر الصدمات التي تعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني خلال العدوان على القطاع.

وتحدث فروانة عن فكرة مشروع الدعم النفسي الممول من مؤسسة ميرسي ماليزيا، والبرامج التي تضمنها المشروع، ومنها: برنامج الدعم الإرشادي في المدراس، وبرنامج الصحة النفسية للأم والطفل، وبرنامج الدعم الأسري في المناطق الحدودية.

وكشف فروانة أن عدد المستفيدين من المشروع بلغ أكثر من (9.000) مستفيد، وأوضح أن دعم المشروع لهذا المؤتمر يأتي بهدف دعم البحث العلمي في اتجاه إجراء الأبحاث الموجهة للصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني.

افتتاح معرض صور

وجرى في ختام الجلسة الافتتاحية، افتتاح معرض الصور المصاحب لفعاليات المؤتمر، ويجسد المعرض حجم المعاناة التي تعرض لها أبناء قطاع غزة خلال العدوان الأخير 2014م على القطاع، ويبرز برامج إعادة التأهيل النفسي والتربوي، والبرامج الترفيهية التي عقدتها المؤسسة المجتمعية لفئات المجتمع المختلفة للتخفيف من الآثار السلبية للعدوان على القطاع.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام



السابق

أهالي عناتا يطالبون باستعادة 30 ألف دونم من «معاليه أدوميم»

التالي

جهاز تحلية لحلّ أزمة المياه في غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير