غزيون يهربون من واقعهم الصعب بمتابعة الكرة العالمية

منذ 11 سنة   شارك:

 مع موعد كل مباراة كرة قدم في إحدى البطولات العالمية، يجتمع الشاب الفلسطيني أحمد النيرب (21 عاماً) مع أصدقائه في أحد المقاهي الشعبية في قطاع غزة، لمتابعة فريقهم المفضل الذي يشجعونه، في مشهد بات منتشرا في القطاع الساحلي المحاصر.

ويلجأ أحمد وأصدقاؤه إلى متابعة الرياضة العالمية للهروب من واقع الحياة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، في ظل ارتفاع معدلات البطالة وزيادة أعداد الخريجين وارتفاع نسب الفقر إلى نحو 80 في المائة من إجمالي عدد السكان.

ويقول النيرب لـ"العربي الجديد"، إنّ الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه السكان منذ عدة أعوام، دفع المئات من الغزيين، وبشكل خاص شريحة الشباب، لاستغلال الرياضة والكرة العالمية، كوسيلة ترفيه أساسية في ظل البطالة وشح الوظائف.

ويشير إلى أنّ الآونة الأخيرة شهدت توجها شعبيا بغزة نحو متابعة الرياضة العالمية، خصوصاً في أماكن التجمعات كالمقاهي الشعبية وبعض الأندية التي تعرض هذه المباريات والدوريات العالمية.

ويلفت العشريني الفلسطيني إلى أنّ ظروف الحصار والحروب الإسرائيلية المتكررة على غزة، وما أعقبها من دمار للبنية التحتية ومقومات الحياة، كلها عوامل أدت لبحث الغزيين عن وسائل بديلة للترفيه عن أنفسهم، ولو لبعض الوقت، ليخرجوا من خلالها من هموم ومشاكل الحياة اليومية التي يعيشونها.

ويتفق الشاب جهاد الحلو (25 عاماً) مع سابقه في أنّ الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب بشكل كبير، أدى للبحث عن بدائل جديدة كان من أبرزها في الآونة الأخيرة الشغف بمتابعة الكرة العالمية.

ويقول الحلو لـ"العربي الجديد"، إنّ أهالي غزة ورغم الظروف المعيشة القاسية التي يعيشونها، إلا أنهم ما زالوا يتشبثون بالحياة ويبحثون عن شتى الوسائل، للترفيه عن أنفسهم والخروج من الظروف المريرة التي يعيشونها يوميا.

وأصبحت متابعة الدوريات العالمية والشغف بالكرة والرياضة ظاهرة آخذة بالتطور في قطاع غزة، وانتقلت من ظاهرة تخص محبي الرياضة وعشاقها إلى ظاهرة تطال الجميع، وخاصة مع توفر الأماكن التي تقدم خدمات بث المباريات.

ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة، الدكتور درداح الشاعر، إنّ إقبال الشباب على متابعة الرياضة العالمية واتخاذها وسيلة للترفيه هي محاولة منهم للهرب خطوات إلى الأمام في ظل انسداد الأفق أمامهم.

ويشير الشاعر إلى أنّ الظروف التي يعيشها الإنسان في قطاع غزة هي أصعب الظروف على وجه الكرة الأرضية، في ظل فقدان الإنسان الفلسطيني بغزة لمقومات الحياة الكريمة، جراء الحروب المتلاحقة والحصار الذي يدخل عامه التاسع.

ويلفت إلى أنّ حالة الإحباط وصلت إلى ذروتها عند الشباب بسبب الظروف المعيشية الصعبة ما يدفعهم نحو الشغف بشكل خاص في الكرة العالمية دون غيرها في المحيط العربي، ويتخذونها فرصة لتناسى الهموم والمشاكل التي تعترضهم من البطالة وشح الوظائف وإغلاق المعابر.

المصدر: العربي الجديد



السابق

حملة إغاثية من يافا وعكا لأهالي غزة المحاصرين

التالي

«مهرجان كرامة» في غزة: من بين الأنقاض


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟

في حكايةٍ تبدو عابرة عن ديكٍ صمتَ إلى الأبد، تتخفّى مأساةٌ يعرفها كلُّ من عاش في أرضٍ اعتادت أن تُسكت الصوت قبل أن تُصغي إليه. لم … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون