تحليل: تهاني الاحتلال في رمضان والأعياد دعاية ساذجة تستخف بالوعي

منذ 10 سنوات   شارك:

أظهر تقييم تحليلي أنّ التهاني التي يبعث بها المسؤولون الإسرائيليون في المناسبات الإسلامية مثل شهر رمضان المبارك والأعياد هي "دعاية تقليدية ساذجة تستخف بوعي الجمهور الذي تخاطبه".

وفي التقييم التحليلي الذي أعده الاستشاري الإعلامي حسام شاكر، جاء أنّ المسؤولين والمتحدثين الإسرائيليين يحاولون "تجريب وسائل دعائية ساذجة تفترض أنها ستكسب العقول والقلوب بمجرد إلقاء نصوص مشفوعة بابتسامات، وكأنها تتوجه إلى جمهور من فاقدي الذاكرة".

وأضاف شاكر في التقييم أنّ "فحوى دعاية التهاني الإسرائيلية هي: لا تصدقوا الحقائق فنحن طيبون حقاً. لكنّ هذه التهاني والمقاطع تواجه معضلتها الجوهرية مع المصداقية الغائبة عنها"، مشيراً إلى أنّ "العامل الأهم لنجاح التواصل هو المصداقية وقبول الجمهور للطرف المرسل". 

وبعد أن اعتاد الجمهور على ظهور المسؤولين الإسرائيليين ومنهم المتحدثون باسم جيش الاحتلال في تبرير الحملات الحربية والفظائع التي يقترفها جيشهم، تأتي إطلالات التهنئة هذه في محاولة للظهور في سياقات مختلفة وبعيداً عن لغة العدوان، كما يأتي في التحليل الذي اعتبرها "مقاطع دعائية تظهر فيها قيادات الاحتلال بشكل تمثيلي تقريباً، لإعادة توزيع الأدوار في لعبة الطيب والشرير".

ويأتي في التحليل أنّ هذه الرسائل المصورة تراهن على "إرباك الوعي" من خلال رسائل محددة. ويستنبط التحليل الرسائل الضمنية الواردة في "دعاية التهنئة"، بأنها تتمثل ابتداء في "تسويق مقولات الاحتلال التقليدية بأنه ليس ضد العرب والمسلمين بل ضد فئات محددة منهم، وأنه يحترم دينهم وثقافتهم وطقوسهم، دون أن يقدم براهين عملية بين يدي ذلك".

وأضاف حسام شاكر في التقييم التحليلي قائلاً: "من خلال مراوغات لفظية يتم إبراز عدو مشترك، فلا تغدو المشكلة في المنطقة مع الاحتلال الإسرائيلي بل مع أطراف أخرى، ويجري تصوير الجانب الإسرائيلي بالطرف الصديق والمخلص الذي يقف مع الجمهور في خندق واحد ضد الأشرار". وتابع شاكر "كما تتم محاولة إعطاء انطباع مضلل عن الاحتلال من خلال إشارات عن التعايش، مثلاً من خلال إظهار مجندين في جيش الاحتلال وهم يتحدثون العربية".

ورصد التقييم أنّ "ردود الاستهجان والتندر والسخرية التي يبديها الجمهور الذي تخاطبه هذه الرسائل الدعائية؛ تؤكد أنّ عملية التضليل ليست بالسهولة التي يفترضها القائمون على دعاية التهاني تلك".

ويشتمل التقييم على مقارنة رسائل التهنئة التي تخاطب الجمهور العربي والمسلم في المناسبات، بالمناشير التي يلقيها جيش الاحتلال باللغة العربية على المناطق التي يستهدفها بالقصف "إذ تأتي فيها عبارات تدّعي الحرص على السكان وأنّ الحرب ليست ضدهم جميعاً بل ضد طرف بعينه. لكنّ الواقع يتحدث بلغة أخرى تماماً كما يظهر من وقائع القتل الجماعي والتدمير الواسع التي تصاحب تلك الدعاية".

وأوضح شاكر في التحليل أنّ "التهاني بالمناسبات الإسلامية مثل رمضان والأعياد ليست ظاهرة جديدة، لكن الجديد هو انتقالها من النصوص والبرقيات إلى المقاطع المرئية وتمريرها عبر مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهواتف الذكية".

وأضاف التقييم التحليلي أنّ "من التقاليد الدعائية أن يتمسح الخصم بشعارات الصداقة وعبارات التودد، وقد عرفته المنطقة عبر تاريخ الصراعات، كما جرى في خطاب الحملات الاستعمارية.

وقد تطوّرت تجربة التهاني خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي كان يبعث بها إلى العالم الإسلامي عبر الإعلام بينما كانت جيوشه تتحرك على الأرض".
 



السابق

شبكة «العودة» الإخبارية تهنئ شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك

التالي

آلاف المصلين يزحفون نحو المسجد الاقصى المبارك


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير