بوصلة شباب الضفة تحسم خيارها صوب "المقاومة"
كسر شباب الضفة الغربية المحتلة الصمت، وبدأوا يستعدون لمعركتهم القادمة مع الاحتلال، تؤشر على ذلك ردة فعل عنيفة وغاضبة من قبل الشباب تجاه حالة استمرار المفاوضات العبثية والإصرار على التنسيق الأمني مع الاحتلال في ظل استمرار آلة القتل والاستيطان والتهويد.
يقول الناشط الشبابي منير الطويل لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "طفح الكيل، وكل الرواية السياسية لقادة السلطة وفريق المفاوضات لم تعد مقنعة، وسلوك الشباب في الضفة يأخذ منحى تصاعديا نحو بوصلة واحدة، وهي إعادة الاعتبار للمقاومة".
ويؤكد ما سبق؛ إحصائيات جهاز المخابرات الصهيوني الشاباك الشهرية والتي تشير بوضوح إلى تنامٍ كبير في عمليات المقاومة ضد الاحتلال والتي يقوم بها شباب في مقتبل العمر، حيث يسجل شهريا مئات حالات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه المستوطنين وقوات الاحتلال.
ويشير الناشط الطويل إلى أن "الشباب يتحدثون اليوم بكل قوة وفي العلن: لا نريد مفاوضات، لا نريد تنسيقا أمنيا، لا نريد تطبيع مع الاحتلال، مجرم من يفعل ذلك، وسنواجه ذلك بحزم".
الشهداء لا يجاملون
وتجسد حكاية الشهيد الأخير في رام الله طالب الإعلام في جامعة بيرزيت ساجي درويش -الذي استشهد خلال مواجهات مع قوات الاحتلال مطلع الأسبوع الجاري- رسالة واضحة حول ما يجول في خاطر كل شباب فلسطين واحتجاجهم على الواقع السياسي الراهن للسلطة والمفاوضات والتنسيق الأمني.
فبعيدا عن المجاملات، وجه والد الشهيد درويش رسالة إلى رئيس السلطة محمود عباس، عبر رئيس الوزراء في رام الله رامي الحمد الله أثناء زيارته لبيت عزاء الشهيد في قرية بيتين يوم الأربعاء 12-3-2014.
وبحسب المصادر المحلية، فإن والد الشهيد وضع الحمد الله في موقع محرج لم يكن يتوقعه حين وقف موجها حديثه للحمد الله قائلا: "عمر ابني الشهيد 20 عاما، وعمر المفاوضات 20 عاما، أين وصلنا بها، وماذا جنينا منها، وماذا فعل لنا التنسيق الأمني؟".
وأردف "إلى متى سيبقى الانقسام وعدم تحقيق الوحدة؟ ألم يكن لساجي الحق في الانتقام من محاولة اغتيالي من قبل المستوطنين العام الماضي؟".
وكشف والده خلال كلمته أمام رئيس الوزراء حديثا جرى مع نجله ساجي ليلة استشهاده حين أخبره أن "بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس عباس الذهاب الى جامعة بيرزيت التي يدرس بها ويعلن اعترافه بالدولة اليهودية" فقلت له: "لا يحق لأحد التنازل عن وطننا مهما كان، وأين وقفتكم المشرفة كطلبة جامعات ضد كل ذلك؟".
وتؤكد المصادر أن الحمد الله وضع في موقف محرج، ولم يتمكن من تقديم إجابات أمام المواطنين ولوالد الشهيد سوى الحديث عن أن الضغوطات كبيرة، ولا يوجد أي قائد فلسطيني يستطيع تقديم التنازلات التي تريدها حكومة الاحتلال.
الانفجار قادم
وبتتبع مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الأخير -الذي شهد استشهاد ستة فلسطينيين في أقل من 48 ساعة- يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن بوصلة الشباب في الضفة قد حسمت خياراتها.
ويعلنها شباب الضفة صريحة تمجيدا للمقاومة، الخيار الأوحد لاستعادة الحقوق، وحث على المواجهة، وانتقاد لاذع لخط المفاوضات والتنازلات والتنسيق الأمني ودعوات واضحة لكسر حاجز الصمت والخروج على الواقع.
وتؤكد الناشطة الشبابية مي سلام ذلك قائلة: "الوضع لم يعد يحتمل السكوت أكثر، وشبان الضفة يخوضون مواجهات مشرفة في الأزقة والشوارع، وروح المقاومة عادت من جديد لتؤكد أنها الخيار الوحيد لتحرير الأوطان".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة