شجرة الزيتون... هدف دائم للمستوطنين
يسر الناظر وترتاح عيناه وهو يشاهد جبال الضفة الغربية تكتسي حلة خضراء جميلة من أشجار الزيتون؛ إلا أن المستوطنين الصهاينة ومنظر جرافاتهم وهي تقتلعها وتخربها باعتبار أنها عدوة لهم؛ يحول المنظر إلى غصة في الحلق ووجع وألم دائم، وذلك لعدم وجود ما يردعهم أو يمنعهم.
ويوم أمس الجمعة اقتلع مستوطنون من مستوطنة "سوسيا" 30 شجرة زيتون، جنوب شرق بلدة يطا في محافظة الخليل؛ حيث أكد الناطق الإعلامي باسم اللجان الشعبية لجنوب الخليل نضال الهدار أن أشجار الزيتون عمرها لا يتجاوز الأربع سنوات من منطقة "زنوتة" تعود ملكيتها لعائلة شتات.
وتشير معطيات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) إلى ارتفاع غير مسبوق في استهداف شجرة الزيتون، فقد بلغ مجموع أشجار الزيتون التي تم استهدافها من قبل المستوطنين خلال شهر كانون الثاني الماضي قرابة 1429 شجرة زيتون تم قطعها بشكل كلي غير تلك التي أتلفت أو خربت.
وكل يوم تقريبا يقوم المستوطنون في مختلف مناطق الضفة الغربية بتعمد قلع أشجار وأغراس الزيتون وتتناقل وسائل الإعلام قيام المستوطنين بنشر وقلع وتقطيع وتدمير هذه الشجرة المباركة؛ وكأنها تغيظهم بوجودها؛ كونها رمز الحضارة والتاريخ وتشبث المزارع الفلسطيني بأرضه.
من جانبه قال الباحث خالد معالي إنه بمقارنة مطلع العام الحالي بالعام الماضي 2013 فان استهداف شجرة الزيتون ارتفع قرابة الضعفين، حيث يؤكد أنه في سلفيت لوحدها تم قلع أكثر من 1000 شجرة زيتون من واد قانا خلال شهر كانون ثاني الماضي.
ولفت معالي إلى أن وتيرة الاعتداءات تزداد يوما بعد يوم في سباق محموم مع الزمن باقتلاع آلاف الأشجار، إما بالتجريف أو القلع أو الحرق، لتفريغ الأراضي ومصادرتها، تمهيدا لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية وفرض أمر واقع جديد.
وأشار غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية؛ إلى أن مطلع العام الحالي شهد ارتفاعا كبيرا جدا في استهداف شجرة الزيتون خاصة في منطقة قرى جنوب نابلس، التي باتت الأكثر عرضة لاستهداف شجرة الزيتون من قبل المستوطنين، حيث إن قرى قصرة وقريوت وبورين وحواره وبيتا وغيرها تم استهداف شجرة الزيتون فيها أكثر من مرة بالنشر والقلع والتخريب.
ويشكو مزارعو بلدتي قصرة وقريوت جنوب نابلس من تكرار المستوطنين استهداف شجرة الزيتون، حيث يقول المزارع أحمد نادر أن سبب معاودة المستوطنين لاعتداءاتهم واستهداف شجرة الزيتون؛ هو حماية الجيش لهم، ولمعرفة المستوطنين مسبقا أنه لا يوجد عقاب أو ما يردعهم، ولو كان يوجد مقاومة في الضفة لما تجرؤوا علينا هكذا".
وتوثق الإحصائيات الفلسطينية استهداف أشجار الزيتون في أراضي قرى شمال رام الله، ففي بلدة ترمسعيا لوحدها جرى اقتلاع مئات أغراس الزيتون من قبل مستوطني مستوطنة " شيلو" "عادي عاد" القريبة، كما تم تقطيع وتخريب مئات أخرى من أراضي بلدة سنجل على ثلاث مراحل متتالية خلال شهر واحد في المنطقة المعروفة باسم "الرفيد" وتم سرقة ونقل بعضها إلى داخل مستوطنة " شيلو".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة