رقية حسن- غزة 

خاص العودة 

بالأمس، غادرت المجموعة الأخيرة الباقية على قيد الحياة من حيوانات حديقة الحيوان الوحيدة في غزة، إلى أماكن إيواء جديدة خارج الأراضي الفلسطينية، بعد أن نفق العشرات منها بسبب نقص الغذاء.

فالحصار والحروب الثلاثة التي تعرّض لها القطاع لم تنعكس سلبًا على حياة البشر فقط، بل كان للحيوانات نصيبٌ من المأساة، حيث نفقت العشرات منها في حديقة حيوانات خاصة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما دفع المنظمة العالمية "Four Paws" إخراج هذه الحيوانات بعد مفاوضات مع صاحب الحديقة زياد عويضة، الذي وافق بسبب عجزه عن تأمين الحماية أو الحاجيات الأساسية لبقائها.

وكان من بين آخر 15حيوانًا أنقذتها جمعية فور بوز "المخالب الأربعة" الدولية لرعاية الحيوان، نمر وقنافذ وطائر الإمو الأسترالي، إضافة إلى خمسة قردة. فخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، عام 2014، تحركت بعض الجمعيات الأجنبية خلال القصف وأخرجت عدداً من الحيوانات من القطاع.

وفي بيانٍ لها أمس، أعلنت الجمعية العالمية إغلاق الحديقة، حيث قالت "أسوأ حديقة حيوان في العالم، أصبحت في ذمة التاريخ" وستنقل بعض الحيوانات إلى الأردن، أما النمر، فستنقله الجمعية جوًا إلى مأوى تابع لها في جنوب أفريقيا.

عياداتٌ بيطرية إسرائيلية أعلنت أنّ الحيوانات ستتلقى العلاج لديها قبل نقلها إلى الأردن وجنوب أفريقيا عبر مطار "بن غوريون"، وهو ما أثار حنق العديد من الجمعيات والنشطاء الفلسطنيين الذين أكّدوا أنّه لولا الحروب التي شنّتها "إسرائيل" على قطاع غزة ما كان الوضع في القطاع لا يصلح لإيواء الإنسان ولا حتى الحيوان.

وفي تغريدةٍ له على تويتر قال الشاب الفلسطيني محمد نشوان "منظمة نمساوية تنقل 16حيوانًا من حديقة حيوانات في #غزة للعلاج والعيش في جنوب افريقيا والأردن، ماذا عن 2 مليون محاصر؟"

من جهته قال الناشط الفلسطيني جهاد حلّس على حسابه على تويتر، والذي يتابعه نحو 138 ألف متابع، "عندما يكون الحيوان أعظم عندهم من الإنسان! منظمات دولية تقوم اليوم بإجلاء حيوانات من غزة لعدم قدرتها على تحمل الحروب!".