محمد إسعاف النشاشيبي.. أعلام الثقافة في فلسطين (1)
خاص العودة
محمد إسعاف النشاشيبي أديب فلسطيني لبناني لقّب بأديب العربية، وكني بأبي الفضل لولعه بمقامات البديع.
ولد النشاشيبي في مدينة القدس عام 1882 لأسرة عريقة كان جدها الأول أحد رجال الملك الظاهر "جقمق".
أتمّ النشاشيبي دروسه في المكاتب، ثم تلقّى الأدب أربع سنوات في مدرسة الحكمة البطريركية في بيروت على الشيخ عبد الله البستاني، والشيخ محيي الدين الخياط، والشيخ مصطفى الغلاييني، وألمّ بالفرنسية إلمامًا حسناً، ثم عاد إلى القدس في نحو العشرين من عمره.
وقد أراد والده أن يكون عونًا له على إدارة أملاكه الواسعة وأمواله الطائلة، فكان كذلك على مضض، وبدأ حينها الكتابة نظمًا ونثرًا في عدد من صحف القدس ومصر وسورية، وتولى رئاسة مجلة "الأصمعي" في بيت المقدس مدة وجيزة، وكتب في مجلة "النفائس" و"المنهل".
قال فيه صديقه أحمد حسن الزيات غداة وفاته عام 1948 "إن النشاشيبي كان خاتم طبقة من الأدباء واللغويين المحققين، لا يستطيع الزمن الحاضر بطبيعته وثقافته أن يجود بمثله، فمن حق المحافظين على التراث الكريم، والمعتزين بالماضي العظيم، أن يطيلوا البكاء على فقده وأن يرثوا".
كان النشاشيبي عضوًا نشيطًا من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، انفرد بأسلوب من البيان، وبقدر متميز من الحماسة للغة العربية، وتوفي في القاهرة عام 1948.
وعلى بقعةٍ مرتفعة في حي الشيخ جراح شمالي القدس يربض قصر عريق ابتناه محمد إسعاف بن عثمان النشاشيبي عام 1922 حيث غدا محجًّا لكثير من الأدباء والمفكرين العرب.
وكانت عدّة عائلات مقدسيّة قد اتّخذت من قصورها في ذلك الحيّ منتديات أدبية إبّان الاحتلال البريطاني الذي عُني بدعم الطرب والأدب في أوساط العرب.
أضف تعليق
قواعد المشاركة