مبادرة لدرء «عشوائية الموت» صعقًا بالكهرباء في مخيم برج البراجنة
هبة الجنداوي- بيروت
لم يكن المشهد في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت عاديًا يوم أمس الأحد، فقد بادرت مجموعاتٌ من الشبان إلى تنظيم أسلاك الكهرباء في أزقة المخيم، التي كانت تجاور رؤوس المارة بشكلٍ عشوائيّ مميت.
نحو 20 شابًا من "التجمع الشبابي لتطوير المخيم- محبّة" في برج البراجنة استكملوا مبادرة تنظيم الأسلاك الكهربائية، وعملوا أمس بكافة الوسائل البسيطة لفصل أسلاك الكهرباء عن بعضها بواسطة عمود خشبي طويل، لتنظيمها وعدم احتكاكها بأنابيب المياه فتسبّب الموت.
فذلك العناق المميت الذي يربط أسلاك الكهرباء بأنابيب المياه خلال التجوّل في المخيم، تسبّب بوفاة نحو 31 فلسطينيًا بصعقاتٍ كهربائية مميتة. ومع تلك المحاولة التي استُعين خلالها بشبابٍ مختصين في موضوع الكهرباء، لم تعد الأسلاك قريبة من أنابيب المياه، ما يقي السكان بعض شرّ الموت صعقاً.
والحملة تلك انطلقت في بعض الأزقة التي تعتبر الأكثر خطورة، لتشمل كافة أحياء المخيم في الأيام القادمة.
"ليرة" تنقذ حياةً من الموت
"قطرة ماءٍ تستطيع أن تحيي إنسان"، على هذا المبدأ يعمل الشباب المتطوعون في تجمع محبّة، فرغم قلّة الإمكانيات المادية والعينية إلاّ أنهم استطاعوا إنجاز بعض المشاريع من مبالغ صغيرة. ويقول وليد صبيح أحد أعضاء التجمّع لشبكة العودة الإخبارية أنّ «العمل على هذه المبادرة وغيرها من المبادرات السابقة تمّت من خلال الاعتماد على التمويل الشخصي والاشتراكات الشخصية الشهرية من قبل أعضاء الفريق، والتبرّعات من فاعلي الخير والميسورين».
ويؤكد صبيح أنّه «كلّما استطاع التجمّع توفير حتى لو مبلغ صغير، يتمّ من خلاله عمل مشروع يحلّ بعض المشاكل الأساسية والمستعصية في المخيم حتى لو كابدنا التّعب.. فكلمة الله يعطيكم العافية من أهلنا تستطيع أن تنسينا ذلك التعب».
ومع تلك المبادرات الشبابية التي خرجت عن نطاق التعصّب الفصائلي ليكون هدفها الأول الذي تعمل عليه هو المنفعة العامة ودرأ أسباب الموت عن أهالي مخيمٍ يكتظّ بتلك الأسباب، لا بدّ لتلك المبادرات أن تنجح ولو بالإمكانيات القليلة التي تمتلكها.. فأن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظّلام!