من فلسطين إلى الشتات.. إضراباتٌ تطالب بالحق
تقرير مريم سليمان
شبكة العودة الإخبارية
إضراب يقابله إضراب، لكن شتان بين الثرى و الثريا. إضرابان لا يجمعهما سوى الهوية الفلسطينية والبحث عن الحق. إضرابٌ يبحث عن كرامة الأسرى في سجون الإحتلال يواجهه إضراب يبحث عن حق الحياة لأهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ففي الوقت الذي يخوض فيه الأسرى في سجون الإحتلال إضرابهم عن الطعام للوصول إلى حقهم المعترف به في القانون الدولي، ينصب أبناء مخيم عين الحلوة الخيم في الشارع الفوقاني للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم خلال الاشتباكات الأخيرة.
شبابٌ في عمر الورد لكل منهم حكاية.. تجد من هدم منزله وقد كان على وشك الزواج، وآخر خسر محله ولم ينته من سداد ديونه بعد، وعجوز لم يتبق له سوى الشارع ليحكي عن معاناته ومعجزة إنقاذه من قذائف الاشتباك ورصاص القنص.
فإذا مشيت في شوارع المخيم ستجد مئة قصة ورواية. ستقرأ في عين كل مار غصة ومرارة. فيشعر أبناء المخيم اليوم بأن هذه الإشتباكات أعادتهم ثمانية وستون سنة للوراء، أعادتهم لنكبة هجرتهم وانتهكت حقهم . فأهالي المخيم اليوم يعيشون نكبة من نوع آخر ولكن المشترك بينهما بأنهم أصبحوا لا يملكون سوى الملابس التي يرتدونها ومفتاح المنزل الذي فقدوه.
فالشباب والأهالي توقفوا عن أعمالهم قابعين في خيم الإضراب للمطالبة بالتعويض عن أضرارهم ، إلا أنه ما من مجيب..
لليوم العاشر على التوالي يستمر الأهالي في عين الحلوة إضرابهم واصلين الليل بالنهار لحين استرداد حقوقهم والتعويض عن أضرارهم.. في مشهدٍ تشترك أحداثه ومطالبه مع مشهد إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الرابع عشر لاسترداد حقوقهم الإنسانية من سجانهم..