"محمد ادكيدك" مصوّر الأقصى وفارسه المغوار.. «عدستي سلاحي.. وبينفعش أترك القدس»
تقرير: هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية- القدس- 14-5-2019
التصوير هو أن تلتقط مشهداً، أو تُوقف لحظةً تحبّها لتبقى في ذاكرتك المتنقلة، تستحضرها بكبسة زر... فكيف إذا كانت تلك اللحظة التي أوقفتها لمكانٍ تتوق إليه قلوب الملايين من أقصى الأرض إلى أدناها.. هنا ستكون تلك اللحظة ذاكرةً لا تُهان، وسلاحاً لا يصدأ.
فبعدسته وإصبعه المثبّت بقوةٍ وحنان على زر الكاميرا، يقاوِم المصور الصحفي محمد قاروط ادكيْدك (٢٦ عاماً) انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس المحتلة..
مشاهدٌ كثيرةٌ تعجز الكلمات عن التعبير عنها، اقتنصها مصوّر الأقصى "محمد" بعدسته، من لقطاتٍ لأطفالٍ يمرحون في ساحة الأقصى، لمسنّين يتلون القرآن عند قبة الصخرة، إلى جنود الاحتلال عند الحواجز في البلدة القديمة للقدس ومداخل الأقصى، ينتهكون ويعتقلون ويعثون فسادا!
يقول محمد، المصوّر والمراسل في قناة الجزيرة مباشر، لشبكة العودة الإخبارية «أصوّر لأنقل الوقائع والحقائق التي تحصل في القدس والمسجد الأقصى، ليرى العالم بأكمله ما يحصل في بلدنا.. ومهما سلّطنا الضوء على ما يحدث تبقى القدس والأقصى بحاجة لدعمٍ إعلاميّ كبير، فالتهويد والتفريغ من السكان والاعتداءات والانتهاكات كثيرةٌ بحق المدينة».
الصورة.. طلقةٌ بصدر محتل!
ولأنّ الصورة باتت رمزاً لحاجة التغيير والحرية والثورة على الاحتلال.. ولأنّ لها وقعٌ يزداد تأثيره في عالمنا مع شاشات التلفزة وشبكة الانترنت، يُحاول الاحتلال أن يضيّق ويعتقل كلّ من يساهم في كشف همجيّته وانتهاكاته المتزايدة.. ففي عام 2016؛ وفي ذلك اليوم المسمّى بـ"يوم العُرش"، اقتادت وحدةٌ خاصة من الاحتلال الاسرائيلي "محمد" إلى زنازينها، بعد أن التقط صورةً بهاتفه للمستوطنين وهم يتسلّقون قبة الصخرة ويدنّسونها، ليُعتقل إثرها بسبب تلك الصورة..
ومع خروجه من زنازين الاحتلال، أدرك محمد كم يهاب الاحتلال الكاميرا، فقرّر أن يترك دراسة الفندقية ويتوجّه لدراسة "الصحافة" ويحمل الكاميرا سلاحاً يرافقه أنّى ذهب... غير آبهٍ بتضييقات الاحتلال أو تضييقات الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية!
فمن هنا كانت بداية مصوّر الأقصى مع الكاميرا "وبدل الصورة صرت أصور عشرة".. يقول محمد، ويضيف قائلاً لشبكتنا «أحاول كثيراً أن أتخفّى أمام شرطة الاحتلال وأنا أصوّر في الأقصى، كي لا أتعرّض للاعتقال.. وأحاول دائماً الالتزام بالقانون كحيازة بطاقة صحفية لأنّ الاحتلال يحاربنا بالقانون.. والقانون معهم»!
ورغم أنّ "ادكيدك" عُرضت عليه العديد من الفرص للعمل في الخارج، ومنها فرصةً للعمل في إحدى دول الخليج براتبٍ عالٍ ومغري.. إلاّ أنّه رفض ترك القدس والأقصى وحيدين، «فالمال ليس كلّ شيء، والكرامة هي الأهمّ.. لهيك بينفعش أترك القدس»، يؤكّد مصوّر الأقصى.