في غزة.. "أمنية أبو سويرح" موهبة أدبية تخترق الحصار وتنجح عالمياً بإيطاليا
هبة الجنداوي- شبكة العودة الإخبارية
لم تعلم أمنية أنّ سفرها من الإمارات العربية المتحدة لمدينة غزة عام 2013 وتجربتها خلال الحرب الاسرائيلية على غزة صيف العام 2014، ستكون الخيط الذي فجّر موهبتها في الكتابة، والدافع الأكبر لها لتكتب وتتسع مداركها واستيعابها للحياة.
ومنذ ذلك الحين وبعد أن عرفت تفاصيل المعاناة التي ترزح تحتها غزة، تحاول الشابة أمنية غسان أبو سويرح ذات الواحد والعشرين ربيعاً أن تتعمق في الكتابة والقراءة لتكون كاتبةً ذات شأن في الحقل الأدبي محلياً وعالمياً.. ولتتوج آمنة سعيها ونشاطها الحثيث بإنجازٍ أدبيّ عالميّ.
ففي مدينة ماتيرا الإيطالية، فازت أمنية بجائزة القصة القصيرة للكُتّاب الشباب للعام 2017 بنسختها الـ23، وذلك خلال حفلٍ خاص للمسابقة السنوية التي تعقدها مؤسسة إنيرجيا الثقافية الأوروبية للجائزة الأدبية.
وحملت قصة الكاتبة أمنية أبو سويرح عنوان (رسالة طبية: حب بريء) التي حملت صورةً قوية من المشاعر الإنسانية حيث تفوقت إلى جوار خمسة كتاب شباب آخرين.
أمنية لم تُلقِ بالاً لقصتها الفائزة خلال مساقٍ دراسي في تخصص الأدب الإنجليزي بالجامعة الإسلامية في غزة في كانون أول (ديسمبر) 2016، حين نالت إعجاب مدرّسة المادة. وعندما سمعت بالمسابقة أرسلت مشاركتها ونسيت الأمر حتى وقعت المفاجأة السارّة. وتقول أمنية لشبكة العودة الإخبارية «عرفتُ عن المسابقة عن طريق منشورٍ شاركه زميل على جروب الجامعة، وبعدها قررتُ المشاركة فيها.. أرسلتُ القصة باللغة الانجليزية، وبعد إعلامي بالفوز في شهر تموز (يوليو) طلبوا منّي أن أترجمها للغتي الأم».
لكن الاحتلال الاسرائيلي وحصاره لغزة كان دائماً مثبّطاً للآمال والأحلام، فبسبب الحصار لم تستطِع أبو سويرح من حضور الحفل فقامت بإرسال فيديو تمكنت من خلاله نقل معاناة الشعب الفلسطيني في غزة جراء الحصار، ونقلت ايضا الصورة المشرقة للمرأة الفلسطينية والتي رغم كل شيء تبقى منارا للعطاء والابداع.
ومنع أمنية من حضور الحفل في إيطاليا دفع بسفيرة دولة فلسطين لدى روما، مي كيلة، بتسلم الجائزة عنها، مؤكدةً على أنّ أمنية واحدة من مئات المبدعين الذين حرمهم الاحتلال والحصار من التواجد في المحافل الدولية.